يواجه قطاع الصحة في ولاية لعصابة على غرار كافة ولايات الوطن مشاكل لا تزال عصية على الحل وتعود في الأساس إلى طبيعة تسيير القطاع.
لا شك أن الكادر الطبي تحسن كما وكيفا بغض النظر عن طريقة تسييره، ولا شك كذلك أنه تم اقتناء معدات وأجهزة حديثة بغض النظر عن طبيعتها ، ولا شك في أن أسماء المستوصفات حلت محلها تسميات مراكز الاستطباب فهل نجحت هذه التغيرات في جلب حلول لمشكلات قطاع الصحة المستعصية والتي من أبرزها شكوى المواطنين من تدني خدمات الصحة وعجزها ؟
يشكو المرضى من اختفاء الأطباء عن مراكز الخدمة العمومية في أغلب الأحيان مما يكلف أغلبهم الكثير من المال والجهد وقد يفقدهم فرصة الاستشفاء في الوقت المناسب مما قد يجعلهم يدفعون حياتهم ثمنا لتقاعس مقدمي الخدمات الصحية عن القيام بمسؤولياتهم . وبالمقابل يلاحظون وجود عيادات نشطة أمام المراكز الصحية يرجعون إليها أسباب فشل الخدمات العمومية.
ويجيب المعنيون بأنهم يقدمون الخدمات العمومية بالشكل المطلوب قانونيا وأن لهم الحق في القيام بأنشطة خارج أوقات الدوام الرسمي وهو فعلا حقهم الذي يكفله لهم القانون ويعترفون فعلا بنقص اعتراف صندوق التأمين الصحي ببعض عياداتهم وهو ما يترتب عليه إهدار أموال المؤمنين المترددين عليهم وينكر الأطباء الصينيون تقديمهم لخدمات معوضة رغم الحديث المستفيض عنها ويعزون ذلك إلي مكارمات بينهم وبين بعض أصدقائهم .
كما يشكو المرضي الهيئة الرثة لمركز استطباب كيفه ورغم جهود إدارته الساعية إلي ترميم بعض جوانبه التي تراها ضرورية ( قسم الإنعاش بتكلفة حوالي 200 ألف أوقية ) فإنها تقر فعلا بأنه لم يعد صالحا للترميم ولهذا السبب اقترحت توسعة جديدة اختارت لها موقعا مستقلا بدأت الأعمال فيه منذ عدة شهور علي مساحة 12140 متر مربع وبتكلفة مالية قدرها 6 مليارات و500 مليون أوقية تقوم بتنفيذها شركة صينية علي مدى عامين .
وفي المجال الصحي العام يتم الحديث عن فساد يشمل برامج التمويل الأجنبي التي تستفيد منها الهيئات الصحية و يحصل أغلب هذا الفساد أثناء حملات التلقيح وحملات التوعية الصحية والبرامج الإنجابية وبرامج التغذية وغيرها مما يعني غياب الرقابة والتفتيش. ويتأكد فشل قطاع الصحة في عجزه في مجال الأدوية والمختبرات .
إن الخلاصات التي يمكن أن نخرج بها بعد ما تقصيناه من أخبار القطاع الصحي بالعصابة هي أننا :
أولا : لم نعثر علي مجلس الإدارة لنستبين رأيه ونكتفي بسؤاله إذا أتاحت الصدفة إطلاعه علي مقالنا عن أسس اختياره ومتى عهده بالانعقاد ومتى عهده بتجديد هيئاته...
ثانيا : نفخر بمستويات الكوادر الطبية عموما في البلاد وخصوصا في ولاية لعصابة ونشهد علي إعجاب نظرائهم الأجانب بهم ونتفهم شعورهم بالمرارة من التقصير الكبير في حقهم من طرف الأجهزة التنفيذية والتشريعية ولكننا نربأ بمن في مستواهم أن يقبل جعله في وضعيات غير صحية بالمرة فأولي بهم أن يطالبوا باقتناء أجهزة تدفع عنهم المخاطر قبل المطالبة بعلاوات الخطر , كما لهم الحق كغيرهم في العالم (تونس –السنغال...) في أن يقدموا الاستشارات لمرضاهم داخل الهياكل الصحية العمومية و ذلك بالعمل علي سن قانون للخدمة الخاصة داخل هذه الهياكل بحيث يوفرون الخدمة لطالبيها ويحفظون سمعتهم وسمعة القطاع عموما ويربحون تكاليف إنشاء وتأثيث عيادات لا تخدم سمعتهم.
وأخيرا : نقدم شكرنا الخالص لمن يقف وراء إقامة المنشأة الصحية الجديدة التي لا محالة ستفاجئ البعض بكونها عملية قيصرية بارعة لتلافي ما تبقي من رمق في حياة مركز استطباب كيفه بعد ما أشيع من أنها إحياء لفكرة المستشفي الإقليمي الكبير ونرجو أن لا يصيبها ما أصاب مستشفي الشيخ زايد وغيره من ضمور مرده كزاز مستعص لعل الإبرة الصينية تقدر علي شفائه.
محمد المهدي ولد صالحي