البرلمان الموريتاني الجديد.. هل غاب الألق؟

السفير

يختلف البرلمان الموريتاني الحالي عن سابقه من حيث الكم والكيف؛ حيث زاد عدده بقرابة النصف؛ طبقا لنتائج الحوار الوطني الذي جرى عام 2011؛ بين الحكومة وأحزاب المعاهدة. وغابت في البرلمان الجديد رموز طالما تابع الرأي العام نقاشاتها المستفيضة في وسائل الإعلام؛ فيما لم تخزن الذاكرة بعد مواقف ووجوه غالبية القادمين الجدد؛ ربما لأن الفترة الماضية قصيرة جدا؛ وتميزت بانشغال البرلمان في مسائل فنية.

يراهن عدد كبير من الموريتانيين على أن برلمان 2007؛ هو الأفضل في تاريخ موريتانيا؛ حيث لم يسلم من استجوابه غالبية الوزراء؛ بمن فيهم الوزير الأول.

كما عالج البرلمان المذكور قضايا مفصلية من قبيل القانون المجرم للرق؛ وشهدت سجالات داعمي انقلاب السادس أغسطس ومناوئيه؛ وعرف اعتصامات وملاسنات حادة؛ اقتربت في أحايين كثيرة من التلاحم الجسدي.

البرلمان الجديد الناتج عن انتخابات قاطعتها المعارضة الراديكالية؛ عرف زيادة معتبرة في التمثيب النسائي؛ بعد إضافة لائحة خاصة بالنساء؛ نتيجة حوار المعاهدة والسلطة. كما غاب عن دفة قيادته رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير المعروف بنمطه "الخاص" في إدارة الجلسات.

مسعود؛ الذي طالما علق تعليقات طريفة على أداء النواب؛ وكثيرا ما "قطعت" مطرقته لسان نائب برلماني؛ خلال مرافعة ساخنة؛ بحجة انتهاء الوقت؛ خُلف بإداري؛ لم تعهد عنه "خفة روح مسعود"، يقول متابعون؛ هو وزير الداخلية السابق محمد ولد ابيليل؛ المعروف بالصرامة.

البرلمان الحالي لم يحظ بزخم وضجيج البرلمان السابق؛ ولم يعد الناس يتسمرون أمام التلفاز لمتابعة الجلسات انتظارا لسجال بين محمد جميل منصور ومحمد الأمين ولد الشيخ مثلا؛ أو بين يعقوب ولد أمين واسلامه ولد عبد الله.

كما غابت تحليلات العميد بدر الدين؛ التي طالما تداولها الشارع الموريتاني؛ وإن كان البعض يعلق أنه ما زال في البرلمان شخصيات يمكن أن تسد فراغ الذين غادروا أو قاطعوا.