بين هضبة أنواملين وسلسلة جبال تكانت تفع بلدية أحسي الطين تلك البلدية التي عرفها الناس حاضنة العلم والعلماء ومنبعا ثقافيا لاينضب ورمزا للخير وأهله ،يعيش أهلها عيشة راضية ،يأكلون من زرعهم ويشربون من مائهم العذب،قرى مباركة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان،قرى وادعة هادئة لايقطع صمتها سوى أزيز التالين لكتاب الله أوالخارجين من حجرات الدرس،(أمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)لايختلفون لأجل الإختلاف ولا يتحدون لأجل التمالؤ،همهم الإصلاح وغايتهم البناء.فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم رجل يشرب ما يشربون ويأكل مما لايأكلون فأراد ان يؤمهم وهم له كارهون فأشكل عليه أمرهم فاستعان بآخرين شرعوا له من الدين مالم يأذن به أهل حاس الطين ثم رحلوا قافلين فتربع على كرسيها وظن أن عرشه مكين.أنا وممن معي ولا مستشارين! نسيرها بالإقصاء والتهميش والتدجين أما المناوؤون فسنزحف عليهم الملايين ملايين تزحف لنزع حانوت من مسكين لمسكين أو لبيع قنينة ماء لأهل الماء بخمسين أو لقطع أمل قوم في حانوت كانوا له مستحقين ولو كلف الأمر تغيير المشرقين والمغربين،ملايين تتحرك لتبتلع ملايين فأين القضاة وأين المحامين؟كان ذلك في شهرين!كانت تلك غرةوتحاجيل ذلك البناء <الجميل> وما فيه من قال وقيل وما يحويه من تعجيل وتاجيل!فهل لنا في الأفق من بديل؟ إذ ليس على المواطن في نشد البديل من سبيل ،إنما السبيل ....