أقول وأكرر، لن تكون هناك حكومة وحدة وطنية ما دمت في السلطة. هذه هي الخلاصة التي خرجنا بها من مؤتمر الرئيس الصحفي، وهو المؤتمر الذي لم تدع له القلم كالعادة. منذ وصول ’قائد التصحيح’ (الذي اكتسب لقبا جديدا هو حفار الآبار) إلى السلطة لم يمنحنا شرف أن نطرح عليه سؤالا أو نغطي أيا من نشاطاته. تكررت هذه الجملة أكثر من ثلاث مرات على لسان ولد عبد العزيز من أجل تجنب مثل هذا المصير السيء.
طريقة أخرى لترتيب المشهد قبل بدء الحوار مع المنتدى، والإيعاز لمن يتمسكون بهذه الفكرة في المعارضة بأن عليهم التخلي عنها. غير أنه ألمح إلى استعداده للتنازل عن موعد الانتخابات الأصلي في إطار اتفاق بين الأطراف السياسية، قبل أن يعود إلى القول إنه لا يريد أن يكون في وضع غير دستوري. وهو أمر مضحك فعلا خصوصا إذا ما علمنا أن ثلثي مجلس الشيوخ في وضعية غير دستورية، وأن الجمعية الوطنية أمضت سنتين خارج القانون، بل إنه هو من انتهك الدستور عندما انقلب على رئيس منتخب سنة 2008. إنه يراهن على قصر ذاكرة الموريتانيين حتى يستطيع أن يمرر أمرا كهذا.
لكن ما الذي جاء في المؤتمر الصحفي غير رفض الحكومة التوافقية. لقد أراد ولد عبد العزيز بعد لقاء الشعب ولقاء الشباب، أن يلتقي بالصحافة. لكن هذ اللقاء لم يقدم أيضا نتيجة تذكر، فقد كانت الأسئلة محرجة منذ أول سؤال، ليصبح عصبيا في ما تلا من المقابلة يجيب بالحسانية أحيانا على أسئلة طرحت بالفرنسية. وكانت تعبيرات وجهه ولغة جسده تخونه عندما كان يحاول إخفاء امتعاضه، فالحقيقة مرة. لكن القبول بفكرة مجلس الوزراء التوافقي سوف تجعله يتلقى كل خميس مئات الأسئلة التي لا تطاق، وهو ما سيفقده لهجته الحسانية بعد أن فقد لغته الفرنسية، فيتحدث حينئذ إلى الأمة بالصينية أو الكورية ربما. الأمر إذن أسوأ من ابتلاع الثعابين.
Le calame N° 925
ترجمة الصحراء