يتوقع علماء متخصصون في علم الزلازل وقوع زلزال مدمّر في منطقة كاسكاديا، التي تمتد من شمال فانكوفر نزولًا إلى كاليفورنيا. فآخر زلزال مرّ على هذه المنطقة حصل في العام 1700، والمعروف أن الزلازل تصيب الفوالق مرة كل 300 سنة أو اكثر. وبما أن منطقة ألاسكا الناشطة زلزاليًا شهدت آخر زلازلها قبل 50 عامًا، فمن غير المتوقع أن يضربها أي زلزال قريبًا.
مقياس ريختر
ينتج الزلزال من اهتزاز أرضي ومن تصادم للصفائح تحت القشرة الأرضية، يسمّى "البؤرة"، تتبعه ارتدادات زلزالية بسبب تكسر الصخور وتحرك الصفائح الأرضية. كما قد ينتج من براكين نشطة، أو بسبب انزلاق طبقات الأرض.
حين يحصل الزلزال، تتشقق الأرض وتنضب الينابيع، أو تظهر ينابيع جديدة، كما تحصل ارتفاعات وانخفاضات في القشرة الأرضية، وأمواج عالية تحت سطح البحر تسمّى تسونامي. وينتج من كل ذلك خراب عام في المباني والمواصلات والمنشآت.
وتحدد درجة الزلزال بمؤشر ريختر، من 1 إلى 10. فمن 1 إلى 4 ، يكون الزلازل بلا أضرار. أما من 4 إلى 6، فيكون الزلزال متوسط الأضرار، ومن 6 إلى 10، وهي الدرجة القصوى، يكون الزلزال قادرًا على تدمير مدينة بكاملها وحفرها تحت الأرض لتختفي، مع التسبب بأضرار في المدن المجاورة.
عنيف في آلاسكا
في العام 1964، ضرب زلزال منطقة آلاسكا كان الأفظع على مر التاريخ، إذ سجل 9.2 على مقياس ريختر. بدأ في الساعة الخامسة وستة وثلاثين دقيقة من بعد الظهر، نهار الجمعة 27 آذار (مارس) 1964، وحصد نحو 139 قتيلًا في أربع دقائق و38 ثانية.
بلغت تكاليف أضراره في آلاسكا وحدها نحو 400 مليون دولار. وتبعه عدد من التسونامي في كندا، حيث بلغت قيمة الأضرار 5 ملايين دولار، وفي غرب الولايات المتحدة، حيث قدرت الأضرار بثمانين ألف دولار، وفي أوريغون بأضرار كلفتها من 750 ألف إلى مليون دولار، وفي هاواي كانت أضرارها قليلة. أما كاليفورنيا فوصلت قيمة أضرارها إلى 17 مليون دولار.
حينها، لم يجد خبراء الجيولوجيا والزلازل سببًا لوقوع زلزال بهذه الحدة، إذ غابت الصدوع على سطح الأرض. وبقي السبب مجهولًا حتى ربط عالم الجيولوجيا جورج بلافكر الأمر بالصفائح المحيطية والقارية، موضحًا أن قشرة المحيط تنزلق تحت القشرة القارية، ما يحدث صدعًا بين القشرتين، ويسبب زلزالًا عنيفًا.
أما الزلزال قبل هذا فحصل في ألاسكا في العام 1310، أي قبل 390 عامًا من تاريخ حدوثه، ما ينذر بحدوث زلزال عنيف قريبًا.
خراب كاسكاديا
لكن من المتوقع أن يضرب الزلزال منطقة كسكاديا، التي تبدأ من شمال فانكوفر الكندية، وتمر بولاية سياتل (عدد سكانها 573672 نسمة) وبورتلاند (عدد سكانها 556000 نسمة)، وتصل إلى ولاية كاليفورنيا (عدد سكانها 38041430 نسمة).
كل هذه المدن، بسكانها ومعالمها، واقعة في كسكاديا، وقد تتعرّض للخراب. فقد اكتشف خبراء الجيولوجيا تحرك القشرة والصفائح القارية والمحيطية بشكل بطيء جدًا، ما يسمح بتمدد الصفيحة المحيطية تحت الصفيحة القارية وحدوث تشويه لسطح الأرض الحالي بطريقة يلاحظها خبراء الجيولوجيا بعد مراقبة التغيرات من عام إلى آخر.
فالتغيير يسمح بتصدع بين الصفيحتين، بعدما انزلقت الصفيحة تحت الأخرى إلى أقصى حد من الانزلاق والتمدد، لتعود وتندفع بقوة هائلة، ما يتسبب بحدوث زلزال بقوة 9.2 أو أكثر، وقد يستغرق الزلزال 5 دقائق، ما يرسم صورة واضحة لحجم الدمار الهائل الذي سيحدث. كما يتوقع الخبراء حصول موجات التسونامي بعد الزلزال، بارتفاع يزيد على 15 مترًا.