إنه لمما يحز في النفس أن نسمع بين الحين والآخر أن شخصيات أو مجموعات بمدينة كيفه هنا أو هناك ـ من مرضى الضمائر المستعدين للذهاب مع أي شيطان يدفع لهم ـ نظمت مبادرة لدعم عصابة من الانقلابيين اختطفت السلطة وأدخلت بلدنا في محنة و دنست سمعته بطريقة مكشوفة . تلك المبادرات التي قلما تكون بمباركة من وزير أو والي أو حاكم ؛ لكن السؤال المطروح هنا :على ماذا نناصر هذه الزمرة من المتسلطين بهذا الشكل في بلد جريح تعصف به التحديات و يطحنه الفقر والجهل والمرض و يغيب فيه القانون و يبتلع فيه القوي الضعيف.. يعيش ثلثه في المهجر و يصطف أكثر من ذلك كلاجئين في طوابير العار والخزي في الوقت الذي يعتبر بلدنا واحدا من أغنى دول المنطقة بالثروات السمكية والمعدنية وبحجم مواشيه ومساحاته الزراعية ؟؟؟ ألا توجد فينا مثقال ذرة من وطنية أو ضمير و نحن نرى الحفاة العراة من أبناء شعبنا يأكلون الثرى من الجوع ؟ من حق أي شخص أن يناصر حزبا أو رئيسا لكن ليس من حقه أن يتوغل في طريقة منهكة للكرامة بالنفاق بشكل يثير الشفقة ؛ سيما إن كانت مجرد مظاهر خداعة في أغلب الأحيان لا تصل للقلب و أول من يعرف زيفها هم أصحاب السلطة والقرار أنفسهم . أليس من المعيب أن نظل بهذا الشكل من الفكر العقيم و الطموح السقيم ، نؤله نظاما ، ونزكي كل ما يقول من تفاهات بما لا يتحمله و نتبجح بانجازاته التي لا وجود لها على أرض الواقع إلا في عقولنا المريضة . ـ ما هي مشكلة هؤلاء ؟ ـ هل يمكن أن تصل درجة الطمع بالإنسان إلى هذا الحد؟ ـ ألا يعرفون أنهم مسؤولين أمام الله و أمام من يحشدونهم للتصويت لمن أذلوه و نهبوا خيراته ؟ ـ ألا يخجلون من القيام بهذا الدور الحقير؟ لقد انتهى زمن المسرحيات السياسية الهزيلة و كلام الأدعياء المعسول في زمن تثور فيه الشعوب من أجل حياة أفضل .
إنه من الأجدى بعد الحالة الصعبة التي وصل إليها البلد في ظل النظام السلطوي الاستبدادي الحالي من تدهور اقتصادي وفساد وركود سياسي وانتشار عمليات السلب والنهب وتفشى البطالة والوساطة والمحسوبية والبيروقراطية أن تكون هناك حالة من السخط والاحتقان السياسي تجاه النظام والموالين له بدل التصفيق والتهليل والمحاباة والمطالبة بإعادته .
أمضوا ايها المبادرون واجهزوا على سكان هذه المدينة وهذه الولاية وباركوا جوعها وعطشها وتدمير مستقبل أطفالها ، أمضوا فلقد اعمتكم أمعاؤكم عن الأستفادة من دروس الماضي واخذ العبرة من تجاربه.
الخير ولد سالم