(نواكشوط – صحفي): أصدر وزير الداخلية محمد ولد ابيليل أمرا مكتوبا إلى والي اينشيري بتنفيذ نقل رفات مسعودة منت احمد من حيز الاستغلال الممنوح لشركة تازيازت كينروس، ودفنها خارج الحيز. هذا وقد توجهت الجمعة بعثة إدارية برئاسة حاكم مقاطعة أكجوجت إلى تازيازت للاشراف على عملية النقل المقررة غدا السبت.
ولم تتمكن السلطات من التثبت من هوية صاحبة القبر الذي وجدت عنده صخرة نقش عليها اسم مسعودة بنت أحمد، داخل السياج المحيط بمنطقة استغلال الدهب من قبل شركة تازيازت كينروس والذي به العديد من القبور الأخرى. وقد لجأت الشركة إلى إعداد حوض للنفايات السامة في المساحة التي يوجد بها القبر بعد اكتشاف تسرب خطير للمواد السامة في أحد الأحواض القديمة مما جعل الشركة تمارس ضغوطا هائلة على الحكومة للإسراع في إخلاء المكان. وقد أثار هذا القرار حفيظة الأهالي في المنطقة حيث تجمع عدد من المحتجين من بينهم نساء أمام القصر الرئاسي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حاملين لافتات منددة بقرار النبش : "قبر مسعودة خط احمر" ، "الشعب يريد احترام القبور" ، "قبور الأعلام رموز السلام" .... وكان نقل قبر مسعودة قد تأجل قبل شهرين بسبب خلافات حول الحكم الشرعي للمسألة، وقيام وجهاء بالعديد من الاتصالات مع وزراء المعادن والداخلية والشؤون الإسلامية، قصد ثني السلطات عن المضي في تنفيذ القرار. كما تم الاتصال في هذا الإطار بنواب وشيوخ وجهوا انتقادات وأسئلة حادة الى الحكومة خلال الدورة البرلمانية الماضية بخصوص المسألة. ويأتي تنفيذ قرار تحويل القبر قبل أيام من الزيارة المزمعة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى منطقتي نواذيبو والشامي حيث يجري العمل على إكمال المنشآت التي ينوي الرئيس تدشينها خلال الزيارة، كما يقوم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم باتصالات مكثفة مع سكان المنطقة قصد تعبئتهم للزيارة التي تقول مصادر حزبية إنها بالغة الأهمية. وقد تلقي حادثة مسعودة بظلالها على الزيارة المرتقبة حيث يرى الأهالي فيها تهديدا لمقابر العديد من الأجلاء في المنطقة جراء النشاط المعدني للشركات الأجنبية.
المصدر: صحفي