رحمة الله على من رسمت أنامله أول كلمة في مخيلتي وأنا طفل صغير لم أبلغ الحلم ، إن صورته لا تفارقني وابتسامته الرقيقة لا تغيب عن خاطرى ، ويده التي طال ما مسحت علي رأسي كالأب الحنون ، ومن ثم علي كتفى وهو يمازحني وكأني احد أبنائه الذين من لحمه ودمه .
إنني وإذ آخذ قلمي لأكتب ما جادت به قريحتي وما جاء في ذاكرتي من الطفولة حتى أصبحت شابا في ريعان الشباب لا أستطيع أن أوفيه حقه ولو كتبت بأقلام الدنيا كلها وملأت أوراق الأرض ما أعطيت للموضوع حقه . فمنذ كنت طفلا في قسمه ثم شابا معه في نضاله الحزبي والنقابي وفاء منه للبسطاء من الناس حيث لا تمييز عنده إلا أنك تنتمي إلي هذه الولاية التي ولد فيها وترعرع ، رحم الله أستاذي ومدرسي وشيخى الفاضل يا من يستحق مني دموعى كلها بكاءا ومن قلمي مداده ما دمت حيا ترحما علي روحه الطاهرة الزكيه التي ما عرفت
ترفعا عن أي آدمي مهما كانت مكانته الإجتماعية ، فهو من يصدق فيه قول الشاعر : كن إبن من شئت واكتسب أدبا يغنيك مضمونه عن النسب فمكانته الاجتماعية كأستاذ وشيخ قبيلة لم تثنيه عن مآزرة الضعيف ومواساة الفقير وعن ممازحتهم سواء كان ذلك في بيته أو خارجه.
بل كان بالإضافة إلي ذلك كله فهو أجود من حاتم، وأحلم من الأخنس ، فحلمه لو وزع علي أهل الأرض كلهم لوسعهم، فاعذروني فوالله مهما قلت وكتبت، فلن أستطيع أن أوفيه حقه ، ومن هنا واصالة عن نفسي ونيابة عن كل ساكنة حي القديمة شيبا وشبابا نساءا وأطفالا ، نقول من أفواهنا جنة الفردوس لروحك الطاهرة ، ونرجوا من كل من قرأ هذا المقال أن يترحم عليه ن فأزقة القديمة منازلها منابرها ومحابرها تترحم عليه منذ رحيله من هذه الدنيا الفانية إلي الاخري الباقية ، حتي يرث الله الأرض ومن عليها ، فلي منكم يا أبناء محمد محمود ولد محمد الراظي الرحمة والغفران علي روح الأب الحنون ،فإن كان ابوكم فإنه كذلك أبونا فنرجو له الرحمة والغفران وجنة الرضوان ما ذكره الذاكرون
علو في الحياة وفي المماة **** لحق أنت إحدى المعجزاتي
كأن الناس حولك حين قاموا ***** وفود نداك أيام الصلاة
كأنك قائم فيهم خطيبا ***** وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء ***** كمدهما إليهم بالهبات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى ***** لحراس وحفاظ وثقاتي