يعتبر قطاع الصيدلة من أهم القطاعات التي يعول عليها في صحة وسلامة الإنسان فهو الذي يقدم خدمات بيع الأدوية ،غير أن هذه المهنة ظلت محصورة حتى عهد ليس ببعيد على أفراد قلائل من هذه المدينة لعدة أسباب أهمها حداثة المدينة وقلة السكان بها وبداوتهم .
ومع تزايد أعداد السكان والانفتاح على الحياة العصرية ، كثر الاهتمام بالعمل الصيدلي قصد التربح ، حيث انتشرت الصيدليات(الدكاكين) في المدينة دون مراعاة أبسط المعايير الضرورية للحفاظ على الأدوية ، لتتحول من دواء إلى داء يزهق أرواح المواطنين .
لاشك أن جولة بسيطة على بعض من صيدليات ومستودعات الأدوية بالمدينة تكشف سوء الظروف العامة التي تكتنفها وأن لا خيط يربط بين أسعار غير مزاج البائع وشهيته المفتوحة لتحقيق الأرباح بأقصر الطرق ، مما يضر بمصالح المستهلك وإنهاك كاهله المحملة أصلا بأعباء أسعار المواد الغذائية .
الأدهى من ذلك والأمر أن الفوضى الضاربة أطنابها في سوق الأدوية من شأنها تشجيع ظاهرة وصف الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب المختص من طرف أغلب عمال الصيدليات ممن لا علاقة لهم بالمهنة سوى فقط قراءة اسم الدواء وإن بصعوبة غير مكترثين بمعرفة جودته وتأثيره ولا حتى مدة صلاحيته في الوقت الذي يمارسون فيه مهنة " ظاهرة التطبيب الذاتي " مستغلين فرصة الفراغ الحاصل في المستشفيات العمومية وعدم الرقابة بتقديم استشارات طبية داخل صيدلياتهم ، جاعلين منها محلات لبيع الأدوية لا تختلف عن البقالات والدكاكين ، فلا تكاد تزور صيدلية إلا ورأيت صفوفا من المرضى يتلقون استشارات من هؤلاء بعدها يزودونهم بأدوية مشكوك في صلاحيتها لكن لا بديل عنها غير الألم والمعاناة .