لقد تابعت كغيرى تفاصيل ما جرى بين الرئيس و الشباب فى لقاءهم المشهود من خلال النسخة الجديدة من التلفزة الموريتانية كما تابعت بكل إهتمام تعليقات المدونين على الفيس بوك واستطعت الخروج بالملاحظات السريعة التالية: بالنسبة لى لم يبد أغلب المتحدثين أمام الرئيس واثقين من أنفسهم رغم المستوى العلمى العالى، فمعظهم دكاترة ومهندسين وإخصائين فى مجالات مهمة. فى البداية كاد اللقاء أن يفقد ألقه لولا تدخل ذالك الأستاذ القادم من الشمال و الذى أعطى زخما للقاء و كاد ينحو به نحو الحوار. معظم المحاور تمت تغطيتها بصورة باهتة بإستثناء الصحة و الحكم الرشيد حيث أبان بعض المتدخلين عن معرفتهم الدقيقة بواطن الفشل و النقص فى مجال جراحة القلب المفتوح و مراقبة جودة الغذاء و الدواء مرورا بمؤشرات الشفافية ك doing business. فيما يخص البيئة و الزراعة و المياه و الصرف الصحى، فقد كان تعقيب الرئيس على تدخلات المشاركين أكثر إفادة مما قله المتدخلون أنفسهم. الشيء الأكثر غرابة فى هذا اللقاء هو عدم تدخل أي شخص من وزارة التنمية الريفية ليتحدث لا عن الإنجارات فى هذا المجال و لا عن مواطن الخلل و هذا أمر مستغرب جدا فى بلد يسعى لتحقيق الإكتفاء الذاتى فى مجالى الزراعة و الثروة الحيوانية.
فيما يخص المستوى اللغوى، فقد بدا جل المتدخلين متلعثمون و أحيانا عاجزين عن إيصال أفكارهم سواء بالعربية أو الفرنسية و أحياننا كانت اللغة المستخدمة ركيكة مع أن المتكلم قد يكون دكتورا أو مهندسا.
أما عن الحضور، فقد كانت هناك وجوه بارزة فى مجالات الفن و الثقافة و حتى الرقيا الشرعية إلا أنه لم يتح للبعض فرصة الكلام فكانوا حضورا مغيبين. لقد كان الجو العام للقاء مرحا و تخللته بعض الهفوات من بعض مشاهير فيس بوك كذلك من بعض الأشخاص المغمورين.
أما فيما يخص الفيس بوك، فقد كان هو الآخر صاخبا بالتعليقات الساخرة من بعض المتدخلين و المشجعة للبعض الآخر. لم يفوت بعض النشطاء الفرصة للتندر على طريقة ردود رئيس الجمهورية على بعض الأسئلة و تهكمه على بعض المتدخلين.
فى الختام أعتقد أن هذا البرنامج الذى قد يكون الأطول من نوعه تميز بجو من الأريحية ممزوجة ببعض الصرامة من طرف رئيس الجمهورية و قد كان بإمكان البعض الاسترسال فى أفكاره لولا عامل الوقت الذى أفرغ بعض المداخلات من مضمونها. ننتظر أن تسفر أعمال الورشات عن مقترحات ملموسة يخذها القائمون على شؤون هذه البلاد بالجدية اللازمة لعلها تفضى لتحسن ملموس فى الواقع الموريتانى و أرجو أن لا يدفع التعب و التبرم الذى كان بديا على البعض لمغادرة مركب الورشات قبل أن يصل الشاطئ.