خصص الإعلام المغربي الرسمي حيزا كبيرا لخبر الزيارة التي نظمتها السلطات المغربية للرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى قبر والده في مراكش،لكنه تحاشى الحديث عن وضع القبر قبل وصول الضيف التونسي إليه او أشغال تنظيفه و ترميمه.
و قال مصدر برلماني مغربي في اتصال هاتفي مع الدولية أن وزارة الداخلية المغربية تعليمات صارمة إلى محافظة مراكش لترميم مقبرة “باب دكالة” التي يوجد فيها قبر والد الرئيس التونسي،مباشرة بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد خلفا للرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع.
و إلى حدود الساعات الأخيرة قبيل وصول الرئيس التونسي إلى قبر والده،كانت الأشغال لا تزال جارية،لتفادي أي حرج مع الضيف التونسي،بعد أن كاد قبر والده يندثر و يختفي بسبب تحول المقبرة التي يرقد فيها إلى ما يشبه مزبلة على حد تعبير نفس المصدر دائما.
و صدرت تعليمات عبر الهاتف من الرباط،بإعادة بناء القبر و وضع لوحة من الرخام عليه تحمل اسم الفقيد الراحل و تاريخ وفاته،و إزالة الأتربة التي غطته جراء انهيار السور المحاذي للقبر، و وضع بعض الزخرفات و أغصان الزيتون عند رأسه و جانبه الأيمن و غصن لشجرة الليمون عند القدمين.
كما أنجزت الأشغال المستعجلة طريقا إسمنتية تربط مدخل المقبرة بوسطها و تقود مباشرة إلى قبر محمد المرزوفي والد الرئيس التونسي الذي ووري الثرى فيه عام 1988 في مدينة مراكش بناءا على وصية منه،بعد أن عاش حياته معارضا لنظام بن علي و منفيا خارج تونس.
و امتدت أشغال الترميم و التنظيف و جمع القمامة إلى باقي القبور المجاورة تقول مصادر الدولية،حتى لا ينزعج الرئيس التونسي من الوضع المزري للمكان الذي يرقد فيه والده،و حتى تظهر مقبرة “باب دكالة ” في أبهى حلة،على الأقل إلى غاية مرور الضيف التونسي.
و حظيت تصريحات الرئيس التونسي منصف المرزوقي للإعلام الرسمي المغربي بغضب نشطاء حقوق الإنسان و حركة 20 فبراير في المغرب،حينما أطنب في الإشادة بإصلاحات النظام المغربي،في الوقت الذي كانت تتعرض فيه مدينة تازة المغرب لتدخل أمني عنيف.
و شنت القوات المغربية حملة مطاردة في شوارع مدينة تازة لسكان المدينة و متظاهرين غاضبين،على خلفية المواجهات الأمنية التي شهدتها المدينة تسبب في إحراق عدة مبان حكومية و سيارات للشرطة.
و أنهى الرئيس التونسي زيارة من ثلاثة ايام في المغرب في اول محطة من جولة اقليمية تهدف الى اعطاء دفع جديد لعملية الوحدة المغاربية،حيث أجرى محادثات مع العاهل المغربي محمد السادس.
و غادر الرئيس التونسي متوجها الى موريتانيا ثم الجزائر.
وقد زار المرزوقي الذي تولى مهامه قبل سبعة اسابيع، ليبيا حيث قام باول زيارة الى الخارج.