هي حكاية "وادانية" بامتياز بطلها رجل واداني مسن متشبث بأرضه، يتنفس عبق الأجداد على أرض أديمها يشده باستمرار للبقاء فيها حتى تكون مثوى آخرا له، تبدو علامات الارتياح والرضي بالنصيب بادية على ملامحه الطيبة، طيبة من عاشوا الزمن الجميل بلا منغصات تذكر، قسمات وجهه السبعيني تنطق بأنه عاش ولا يزال مرتاح البال والضمير لا تهمه العجعجة والطحين من حوله، حتى أن ما يصدره مهرجان المدينة من أصوات والذي تقع منصته بالقرب منه لم يشغله لا في قليل ولا كثير عن مواكبة نمط حياة هادئة وبسيطة تعود أن يحياها بعيدا عن دنيا الآخرين .
وإن كان يرى في مهرجان المدينة فرصة مهمة لعودة الأهل والأقارب وملاقاتهم بعد زمن طويل من الفرقة بفعل متغيرات الزمن ومتطلبات الحياة لتي تجبر الكثيرين على مغادرة مواطنهم الأصلية بحثا عن مواطن الشغل.
محمد السالك ولد محمد الأمين ولد الحاج، من مواليد 1942 بوادان، رب لعائلة مكونة من أفراد من بينهم أستاذ ومعلم يحملان شهادات جامعية بفضل تضحيات الرجل الذي قد لا يجيد القراءة لكنه أستطاع أن يوفر كل مقومات الحياة الكريمة لأبنائه فتابعوا مشوارهم التحصيلي حتى شغلوا منصب أستاذ ومعلم في رحلة إنارة الدرب أمام الأجيال.
الرجل الوديع يجلس ضحى كل يوم بعد أن تخترق أشعة الشمس بقوة أمواج البرد القارس في المدينة فتصبح الجلسة ذات نفعين فهي من ناحية نوع من التدفئة لجسم الرجل وفرصة لبيع منتوجه من قيود الإبل " لعكل " و"أدرك لغنم" التي يغزلها بعناية فائقة وخبرة طويلة بأصناف القماش التي تحافظ على ضرع الناقة والشاة من أي ضرر وعلى جودة منتوجه من ناحية أخرى عمل أكسبه صيتا طيبا في نفوس رعاة وملاك الماشية بالمدينة .
يقول إن لديه زبائنه الدائمين وان دخله من هذه المهنة يتراوح مابين 700 و2000 في اليوم وأنه اشتغل بها بعد إصابته في الركبة أثناء عمله في إحدى الواحات فلم يعد باستطاعته ممارسة الأعمال الشاقة .
الرجل لم يذهب يوما إلى السوق لعرض منتوجه وغنما يجلس فقط أمام منزل بشارع هام في المدينة حيث يتقاطر عليه المشترون .
الرجل يقول إن العمل أيا يكن هو ضرورة حياة بالنسبة له حتى لولم يكن يسعى من روائه لكسب عيشه فالعمل في حد ذاته يشعره بأنه لا يزال حيا وفاعلا .
لم اشاهد التلفزيون قط ولا أتحدث حتى اليوم في الهاتف النقال و لا تهمني معرفة كيفية تشغيله فأنا أتصل بأفراد عائلتي وأحبتي في وادان المدينة بشكل مباشر، لكنى اعشق سماع المذياع ولدي راديو يرافقني أين ما كنت وبه أكتفي وقد يبقى مفتوحا بعد نومي حتى الصباح فانا استأنس به .
لم أزر العاصمة حيث الصخب وضياع أواصر المحبة بين العوائل والجيران في الكثير من الأحيان كما أسمع عند القادمين منها ، هي بالنسبة لي شيئ غير واضح المعالم ولست نادما على بقائي في مدينتي حيث ولدت وعشت وأرجو أن أدفن.
شباب لبروتوكول: محاولة للقضاء على الارتجالية في التنظيم
شباب لبروتوكول هي ظاهرة جديدة تلبي مطلبا حضاريا يحتاجه تنظيم النشاطات الرسمية التي تقوم بها الوزارات والإدارات في أوقات الضرورة كتنظيم المهرجانات أو الأماسي أو إرشاد المدعوين إلى أماكن إقامتهم أو التوجه بهم إلى حيث تقام النشاطات ذات الصلة بموضوع قدومهم .
شباب نشط متواجد في كل الأماكن التي يطلبها علمهم ، كانوا حاضرين كضرورة عملية يتطلبها التنظيم وبشكل واعي ومسؤول.
هي مصدر عمل لهؤلاء الشباب الذين يناضلون تحت شتي الظروف المناخية لتظهر بصماتهم المميزة على الأنشطة والأماسي في المنصة الرسمية بوادان، وهي من جهة أخرى محاولة شابة للقضاء على الفوضوية التي شهدها ويشهدها قطاع تنظيم الورشات والمهرجانات والأماسي والعروض من قبل مختلف قطاعات الدولة ، وهو جهد هذه بدايته وإن تم تشجيعه والتعامل معه من طرف الإدارات الوطنية سيوفر الجهد ويخلق ذهنية جديدة لدى الرسميين والوجهاء وعموم المدعوين لمثل هذه النشاطات بضرورة وأهمية الالتزام بتعليمات هذا البروتوكول الخاص.
احمد ولد باها