يا أيها "العزيز"، تحرك من أجل إنقاذ روح المواطن الموريتاني الدر كي الصابر المحتسب، المعتقل لدى إرهابيي "قاعدة" السلب والنهب والسطو المسلح في "المغرب الإسلامي".
أيها "العزيز"، تقترب المهلة التي أعطاها "القتلة" لإطلاق سراح الدر كي اعل ولد المختار، مقابل الإفراج عن "إرهابيين" محتجزين في السجون الموريتانية من نهايتها..المهلة التي قالوا إنهم سيعدمونه بانتهائها في حالة عدم إطلاق سراح معتقليهم عندنا ،ونحن لا نريد أن نرى موريتانيا - أي موريتاني- مذبوحا أو مقتولا بالرصاص، أو حتى مصابا بجرح، أو ندبة، أو لسعة بعوضة...
تحرك أيها"العزيز" فقد مس الدر كي وأهله الضر، وجاءوك- ومعهم كل الموريتانيين- ب"بضاعة مزجاة" من دموع ونواح وحزن، فأوف لهم الكيل، وتصدق عليهم، وهم الذين لا يريدون في عام "الرمادة" هذا علفا، ولا كساء، ولا غذاء، لا يريدون أكثر من الحفاظ على حياة ولدهم، الذي يوشك أن تلامس سكين الغدر ودجيه، كما لامست رقاب إخوة له من قبل في "لمغيطي" و"الغلاوية" و"تورين" وغيرها...إن له لأهلا يحبونه، ووطنا بحاجة إليه، وشعبا يريده حرا طليقا، يحمل بندقيته - كما اعتاد دائما- دفاعا عن الأرض الموريتانية وأهلها.
أيها "العزيز" افعل أي شيء من أجل ولد المختار ...أطلق سراح "إرهابي"، أو اثنين، أو عشرة، أو حتى مائة، مقابل الحفاظ على روح رجل موريتانيي مختطف في الميدان، يلبس زيه العسكري، الذي به من النجم والهلال قداسة، و به مهابة موريتانية نسجتها عليه - عبر الزمن- دماء وأرواح رجال القوات المسلحة وقوات الأمن، الذين كانوا معنا دائما، وتلك دماؤهم الطاهرة، وأرواحهم السندسية ترفرف شرقا وشمالا، غربا وجنوبا، مختلطة بأرضنا ومائنا، بنسيمنا وشمسنا، بها من سمائنا زرقة، ومن أرضنا صفاء خالد،ومن بحرنا عنفوان لا يستكين،ومن جبالنا علو يناطح السماء، ومن عيون أطفالنا بريق أمل لا تنطفئ جذوته.
يا أيها "العزيز" افعل شيئا - أي شيء- من اجل ولد المختار، لكي يعود لعشه، وحضنه، ورباطه، وثكنته، وواجبه...بحق أمه الدامعة، وزوجته المكلومة،وأطفاله الوادعين، وأصدقائه المحزونين، ورفاق سلاحه المنتظرين على أحر من الجمر رؤية ملامحه الصارمة، وقسماته الموريتانية العتيدة..بحق الأرض والوطن، ورفقة السلاح...بحق عظام الشهداء الموريتانيين المختلطة بحجارة الشمال، و بطاح الشرق، ونهر الجنوب، وشواطئ الغرب.
لن تسقط السماء على الأرض إذا أنقذت حياته- يا أيها "العزيز"- بإطلاق سراح "إرهابي"، أو اثنين، أو عشرة...فبإنقاذ حياته تحيى نفسا بشرية (كأنما أحييت الناس جميعا)، وإن فرطت فيها (فكأنما قتلت الناس جميعا).
أيها "العزيز"، إن اعل ولد المختار دافع عن الألوان الوطنية، واختار الجندية طريقا لإثبات وطنيته، وصدقه ونبله....اختار طريق الرجال، فاستيقظ هناك، لينام الموريتانيون بأمان في بيوتهم، وهو- إلى ذلك- دركي، والدركيون كانوا دائما فخر الأمن الموريتاني، ورجاله يوم يحمي الوطيس، وذراعه الضاربة الباطشة، عندما يتعلق الأمر بالقانون، وحفظ النظام، أو يحاول عدو المساس بكرامة الأرض والعرض والوطن، وأرواح شهداء الدرك ترفرف طيور جنة مغردة هنا وهناك، في كل شبر من أرضنا، التي أحبوها حد العودة إليها دائما(فوقها أو تحتها) ملبين نداء الواجب بشجاعة لا تلين، وبصبر تنحني أمامه راسيات الجبال.
أيها "العزيز"، افعل شيئا من اجل ولد المختار، مبادلة ،حربا ضروسا ،هدنة،صفقة،طبخة،شيئا أي شيء، ففردة حذاء مواطن موريتاني هي عندنا بملايين الرجال، ولا قيمة ل"إرهابيين" أو ثلاثة مقابلها...
أطلق سراحهم وأعد إلينا ولد المختار، ولن تكون هزيمة، ولا تراجعا، ولا وصمة عار(تبادل الأسرى عادة حربية تاريخية بعمر الإنسان والأرض والحرب، يطفئ برد طابعها الإنساني حر حسابات الربح والخسارة، والنصر والهزيمة، وتتضاءل أمامها أحجام الدول والجيوش، و تختفي اعتبارات الماضي والحاضر والمستقبل واسأل إن شئت مصر و حماس وإسرائيل والعراق وإيران وحزب الله بل عد إلى الماضي الموريتاني واسأل عن ظروف وملابسات تبادل الأسر مع "البوليزاريو" بعد النهاية المخجلة لحرب التوحيد والسيادة) ثم تذكر- أيها "العزيز"- أن الحرب سجال، ورجالنا الذين حرقوا الغابات الحدودية، وأشعلوا الأفق، وقتلوا وأسروا عشرات "الإرهابيين"، بمقدورهم أن يعيدوا اعتقال من تطلق سراحهم، بل تطهير الأرض كلها من عصابة القتل والسطو، والدين المحرف، واستئصال شأفتها إلى الأبد..!!
وإذا وجدت حرجا في مبادلة ولد المختار بعنصر أو اثنين من "الإرهابيين" ف"خذ احدنا مكانه"...خذني أنا، أو خذ وزيرا فاسدا،أو ضابطا جبانا، أو سفيرا سارقا، أو رجل أعمال مصاص دماء، أو سياسيا منافقا حرباويا، أو صحفيا مرتزقا، أو موظفا مرتشيا، وسلمه ل"الإرهابيين" (للاحتفاظ به فى جحورهم المظلمة بدلا من ولد المختار إلى حين إيجاد صيغة من أي نوع لإطلاق سراحه) ، فنحن بحاجة لرجل مثل ولد المختار، يختطف من ثكنته، ولا يموت كالبعير في مكتبه، أو متجره، أو مخدعه،أو"مبركه" خلف النساء والأطفال...
أيها "العزيز"، الوقت يمر والرصاص والسكين يقتربان من عنق رجل موريتاني جدير بالاحترام، ويستحق علينا - إذا لم نمت من اجله- على الأقل أن نطلق سراح ألف "إرهابي"، إنقاذا لروحه، فروح مواطن موريتاني تستحق آن نحرق من أجلها عالما بأكمله.
أيها "العزيز"، افعل شيئا من أجل ولد المختار، شيئا أي شيء..!!...لا تترك رصاصة الغدر تخترق جسده، ولا تسمح للسكين الآثمة بملامسة جسده...هو أيضا ابننا مثله مثل "بدر" و"رجاء"...هو أيضا يستحق الحياة، ويستحق الحرية.