واظب سكان قرية "الشفاء2" التابعة لبلدية أقورط بمقاطعة كيفه منذ سنوات على الإلحاح على السلطات العمومية بطلب فتح مركز صحي بتلك القرية الكبيرة الآهلة بالسكان وقد استجابت الجهات المعنية مؤخرا وسمحت لمنظمة خيرية تدعى " جمعية العون المباشر" ببناء نقطة صحية بالقرية ، فتم تشييد 5 غرف مزودة بالإنارة الشمسية في ساحة واسعة وبالمعايير المطلوبة في أي نقطة صحية جيدة إذ تتوفر على :
قاعة للولادة
قاعة للإستشارات
صيدلية
مخزن
قاعة للعلاجات
بالإضافة إلى دورة مياه.
وقد قام الأهالي على نفقتهم ببناء عريش سيستخدم في الحجز، ثم حولت الإدارة الجهوية للعمل الصحي بولاية لعصابه لهذه النقطة الصحية ممرضا شابا يدعى المختار ولد بلال.
وتستقبل النقطة الصحية "بالشفاء" ما بين 50 – 60 مريضا كل يوم وقد يزداد العدد في بعض الأيام حتى لا يستطيع الممرض الوحيد بالنقطة إنهاء المداومة إلا بعد وقت متأخر من الليل رغم أن إنطلاق العمل بهذا المرفق الصحي تم فقط منذ أسبوع واحد.
وكالة كيفه للأنباء زارت هذه النقطة الصحية هذا الأسبوع للوقوف على وضعها وحقيقة حاجة السكان إليها.
لقد صادفنا العشرات من المرضى الباحثين عن العلاج بهذه النقطة وكان في استقبالهم المرض الشاب الذي بدا ودودا ومنكبا على عمله بجد وقريبا من مرضاه رغم امتناعه عن الإدلاء بأي تصريح أو تقديم أي معلومات لنا واكتفى بأن المرفق ناشئ وليس لديه ما يقال. كانت البناية جيدة وبدت الغرف نظيفة ولم يستطع من شاهدناهم أو تحدثنا معهم إخفاء فرحتهم وامتنانهم لمن ساهم في إقامة هذا الصرح.
عبد الله ولد محمد الامين:
نحن سعداء بهذا "الطب " ونشكر من أعماق أنفسنا جمعية العون المباشر والحكومة الموريتانية ونطلب دعمها وتزويدها بالمعدات والتجهيزات الضرورية.
محمد الأمين ولد يب :
أطلب من الجهات المعنية أن تعمل بسرعة على سد النواقص في نقطتنا الصحية التي كنا قبلها نتكبد الكثير من التعب والخسائر ونشكر كل من ساهم في إيجادها.
الهادي ولد خ:
كنا نسافر بمرضانا إلى كيفه والطينطان ومناطق أخرى وكان الاطفال والنساء أكبر المتضررين إنه يوم سعيد ونناشد السلطات أن توسعها وتوليها العناية اللازمة وتحول إليها طبيبان آخران.
خدجة بنت محمد فال وبندا عمار:
هذا المركز حل الكثير من مشاكلنا ونشكر جمعية العون المباشر جزيل الشكر وكذلك الدولة الموريتانية.
تستفيد من خدمات النقطة الصحية الجديدة "بالشفاء " قري: الشفاء ، أكن ، أم القرى ، بلوار ، الجزيرة، أهل عيش، العلا ، اهل بونه، اشليخه،ازرافيه، أم لمحار ، قيع لبقر، والتجاله وغيرها من الحواضر والأرياف.
كل من تحدثنا معهم كانوا يهتفون بالشكر والإمتنان لجمعية العون المباشر التي بنت المنشأة وكذلك الحكومة الموريتانية التي وفرت الطبيب.
وكانت النشوة بادية على كل الوجوه بهذا المولود الصحي الذي طال انتظاره وكان الناس يجمعون على طلب السلطات الموريتانية بتوسيع النقطة ومدها بالمعدات والتجهيزات اللازمة.
لقد كان مثيرا حقا أن تلامس على هؤلاء المواطنين هذه الدرجة العالية من الامتنان لحصولهم على نقطة صحية بسيطة بنتها جهة أجنبية ولم تفعل السلطات غير تحويل ممرض أعزل وتزويده فقط بحفنة من الأدوية للبيع.
كانت البناية مع عمل تلك الجمعية أما ما توفر من معدات بسيطة كمكتب الطبيب وبعض الحصائر فهي تدخلات الأهالي.
لقد كان من حق آلاف المواطنين بهذه القرى أن يكون لديهم مرفق صحي كبير يتجاوب مع حاجياتهم وطموحاتهم منذ زمن بعيد .
واليوم وبعد أن تصدقت منظمة خيرية بهذا المبنى الهام فقد بات من اللازم أن تبادر السلطات بتعويض النقص وتحويل هذه النقطة الصحية إلى مركز صحي من الدرجة A على الأقل. سيكون قبلة مرضى المنطقة وسيخفف الضغط على المراكز الصحية الأخرى.
فهؤلاء المواطنون الذين يتزاحمون على تلك النقطة الصحية المتواضعة التي يعمل بها فرد واحد يستحقون أكثر والدولة قادرة على ذلك إذا حصلت الإرادة وتحرك الضمير.