يقوم والي لعصابه هذه الأسابيع بزيارات تفقدية لعدد من المؤسسات والمرافق الجهوية بمدينة كيفه فيتجول في حجراتها ودهاليزها ويجتمع بالعمال ويوصيهم خيرا بالسكان ويحثهم على المثابرة والجد والإطلاع بمهامهم على أحسن وجه.
فعل ذلك بمركز استطباب كيفه وفي المدارس وغيرها واليوم يتجه إلى " دكاكين ياي بوي" لمعرفة طبيعة سيرها.
هي سنة حسنة كان يجب على الوالي أن يواظب عليها في دورات شهرية أو فصلية وان يكون قد دشنها في وقت مبكر من تسلمه للأمور بولاية لعصابه ، لا أن يجعلها تتناغم مع تحركات رئيس الجمهورية بانواكشوط في استهلال مبكر للحملة.
لا شك أن المشاكل والأزمات التي تعيشها هذه المرافق بادية للعيان؛ لا تحتاج إلى خروج من الوالي ، فهي عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من حاجيات المواطنين هنا ؛ الذين هجروها ولم يعد يزرها أيا منهم حتى الوالي نفسه يعيش فراغا بحيث تجد قاعة الانتظار أمامه خالية من أي طالب للقاء .
ولا يخفى على أحد ما عليه المصالح التعليمية والصحية من أوضاع مزرية بصورة غير مسبوقة في تاريخ هذه البلاد، كذلك الشأن في التنمية الريفية وفي كافة المصالح الأخرى ، وبشركتي الكهرباء والماء التي تثقل كواهل الفقراء بفواتير مقابل العطش والظلام.
كلنا يعرف أن أمنية السيد الوالي هي أن يكون الوضع على عكس ذلك وأن تضحي هذه المؤسسات الخدمية عند طموحات المواطنين وان يعيش هؤلاء بكرامة .
كلنا يعرف أن أي نية صادقة لن يكون همها أن تتأكد أن ثلاثة دكاكين " لياي بوي" بمدينة كيفه لا تزال مفتوحة وأن أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا أخذن مكانهن في ذلك الصف البغيض الذي يكشف عن عمق مأساتنا .
جميل على هذا الوالي أن يتفقد أحوال رعيته وأن يراقب بيقظة سير المرافق التابعة له ولكن أجمل من ذلك أن يكاشف مواطنيه بالحقيقة .