يجري الحديث في هذه الآونة عن عزم مختلف مكونات المعارضة الموريتانية تنظيم منتدى تشوريا، يهدف إلى توحيد صفوف المعارضة الموريتانية، والبحث عن مرشح موحد للانتخابات الرئاسية القادمة.
غير أن المعطيات المتوفرة، وتاريخ المعارضة المليئ بالتشرذم والاختلاف يؤكد أن أحزاب المعارضة الموريتانية لن تتفق، إلا على الإختلاف والتشرذم ، ولن تتوحد أبدا، لأن مصالحها وأهدافها متباينة كتباين الليل والنهار. فمن الأسباب الجوهرية التي تقف في وجه وحدة المعارضة، أن زعاماتها تتاسبق إلى مقعد الرئاسة وإلى كسب المزيد من المصالح على حساب الآخرين ممن يسيروا في فلك المعارضة، ولذا من الصعب جدا أن يتفق هؤلاء على أهداف موحدة.
كما أنه لم يعد يخفى على المتتبع للشأن الوطني مسار الأشخاص والأحزاب السياسية التي تحركهم أيادي خفية ويعملون لصالح تحقيق أجندات خارجية. هذا بالإضافة إلى أن المواطن الموريتاني سئم اختلافات أحزاب المعارضة، ونكص بعضها للعهود مرارا وتكرارا، وأصبح يرغب في وجود دولة قانون، ووطن ينعم بالاستقرار وسيادة العدل والمساواة، ينحاز فيه النظام للفقراء، ويحارب الفساد، ويقطع الطريق أمام من تسول له نفسه النيل من الوحدة الوطنية، أو يسعى إلى تعكير انسجامنا الإجتماعي.
"اتلانتيك ميديا"