نظرا لأهمية الاستحقاقات الرئاسية القادمة، ونظرا لكونها ستنظم في ظرفية حرجة جدا، وهي ظرفية تمتاز بوجود عدة أزمات خطيرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي... وكل واحدة من تلك الأزمات يمكنها لوحدها أن تعصف بموريتانيا لا قدر الله، فكيف بها وهي مجتمعة؟
ونظرا لقرب انطلاق منتدى الديمقراطية والوحدة، والذي ستشارك فيه عدة أحزاب سياسية، ونقابات، ومنظمات حقوقية، وحركات شبابية، بالإضافة إلى شخصيات مستقلة، فإننا في مبادرة "شباب من أجل ولد بوحبيني مرشحا توافقيا للمعارضة" نعلن ما يلي: 1ـ مطالبتنا للمشاركين في هذا المنتدى بضرورة تغليب المصلحة العليا للبلد، وبضرورة تجاوز الخلافات الحزبية الضيقة، مع العمل على تغيير أساليب النضال السياسي حتى تكون فعالة، وذات جدوائية. 2ـ وفي إطار تغيير الأساليب فإننا نطالب بضرورة التقدم بمرشح توافقي موحد للانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك لأن المرشح التوافقي والموحد هو الذي سيكون بإمكانه أن يعطي رسائل إيجابية للشعب الموريتاني على أن المعارضة الموريتانية قد غيرت فعلا من أساليبها، ولم تعد تقبل بالتشتت، وبأنها ستدخل الانتخابات الرئاسية القادمة بجدية وبقوة من خلال مرشح توافقي وموحد. 3ـ نذكر المعارضة الموريتانية بأن كل النتائج الايجابية التي تم حصدها في الانتخابات الرئاسية الماضية كانت نتيجة لوجود مرشح مستقل جاء من خارج أحزاب المعارضة، ففي انتخابات 1992 حقق المرشح أحمد ولد داداه نتائج معتبرة وهو الذي لم يكن عضوا في اتحاد قوى التقدم ولا في أي حزب من الأحزاب والحركات والتنظيمات المعارضة في ذلك الوقت. وفي رئاسيات 2003 حقق المرشح محمد خونا ولد هيدالة أعلى النتائج التي حققها مرشحو المعارضة في تلك الانتخابات ومن المعروف بأن هيدالة لم يكن منتميا لأي من التشكيلات السياسية الموجودة حينها. أما في انتخابات 2007 فقد شكل المرشح المستقل الزين ولد زيدان ظاهرة لافتة في تلك الانتخابات.
4ـ إن التقدم بمرشح مستقل من خارج تشكيلات المعارضة هو وحده الذي سيمكن من جذب واستقطاب نسبة هامة من الموريتانيين، لم ولن تقبل بالانتماء الصريح للمعارضة التقليدية. 5ـ إن اختيارنا لولد بوحبيني كمرشح توافقي من بين كل الأسماء التي جرى تداولها هو أن ولد بوحبيني قد أثبت من خلال ترؤسه للهيئة الوطنية للمحامين، ولفترتين، بأن له قدرة مشهودة على الصمود، وبأنه قادر على الوقوف أمام ترغيب وترهيب السلطة، هذا فضلا عن كونه شخصية قانونية مرموقة، وبطبيعة الحال فموريتانيا اليوم بحاجة إلى رجل قانون قادر على بناء دولة مؤسسات، يضاف إلى ذلك بأن الرجل له علاقات حسنة مع كل أحزاب المعارضة الموريتانية، وكذلك علاقات متميزة مع المنظمات الحقوقية، هذا فضلا عن علاقات محترمة مع بعض الفاعلين الاقتصاديين.
ويبقى الأهم هو أن لولد بوحبيني خطابا قويا سيربك لا محالة خطاب السلطة، هذا فضلا عن كونه في مرحلة عمرية ستجعل منه مرشح الشباب الأبرز، وتبقى تلك ميزة مهمة، خاصة في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي لابد أنها ستشهد منافسة قوية بين مرشح السلطة ومعارضيه على استقطاب الشباب الموريتاني.
وإذا كان خطاب المعارضة الموريتانية قد فشل في الانتخابات الرئاسية الماضية في استقطاب الفقراء، على العكس من خطاب الرئيس الحالي، فإن المعارضة الموريتانية بحاجة لمرشح كولد بوحبيني له من القدرات والإمكانيات ما سيمكنه من أن يكسب الشباب الموريتاني في حملة انتخابية ستبذل فيها السلطة جهودا استثنائية لاستقطاب الشباب الموريتاني، والذي تعلم بأنها إن لم تخدعه في الحملة الرئاسية القادمة، كما خدعت الفقراء في الحملة الرئاسية الماضية فإنه لن يكون بإمكان مرشحها أن يضمن الفوز في الرئاسيات القادمة.
مبادرة "شباب من أجل ولد بوحبيني مرشحا توافقيا للمعارضة". نواكشوط : 26 ـ 02 ـ 2014
منسق المبادرة: محمد لغظف ولد أحمد