هل هزمت المعارضة حقا؟
وهل هناك قابلية لتوحدها خلف مرشح واحد في الرئاسيات المقبلة؟
هي اسئلة تراود العديد من المراقبين والمتابعين للمشهد السياسي الحالي ولوضعية المعارضة الموريتانية المنسقية خاصة بعيد الإنتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها منتصف العام الجاري.
ولاشك ان المنسقية خرجت من الانتخابات التشريعية الاخيرة منهكة سياسيا، بالرغم من كونها حافظت ولو جزئيا على ماء وجهها إلا ان هذا الانهاك والتدني ان صح التعبير السياسي يرجعه البعض بالدرجه الاولى الى اشكالية "التوحد والوفاق" التي فرضتها بسبب قرار المشاركة والمقاطعة لذا فإن المفارقة في اتخاذ قرار مصيري اودى بها الى هكذا حال وبالتالي بات من الصعب القول او التنبؤ حاليا بأنها ستدفع بمرشح موحد للرئاسيات القادمة هذا اذا ما استثنينا قرار المقاطعة من جديد.
احمد ولد داداه صالح ولد حننا محمد ولد مولود محمد جميل ولد منصور.....الخ اسماء بارزة وتحمل في طلتها وزنا شعبيا لايستهان به فهل تتوحد هذه الاسماء بأحزابها وتياراتها الشعبية المختلفة خلف رجل واحد ايا كان؟ انا لست مع قرار الارتجالية هذا ولكن ارى ان تدفع المنسقية بابرز ثلاثة مرشحين لديها لمنازلة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وذلك نظرا لكون المعارضة لن تحسم النزال الانتخابي بالشوط الأول هنا يصبح الخيار لديها بالتكاتف وتطبيق نظرية التوحد في الشوط الثاني ناجعة واكثر تأثير حيث ستخلق ارباكا للمنافس ،
هذه الاحتمالات تبقى قائمة ومرجحة اذا ظل الوضع كما هو ولم يدفع جنون السلطة ومغريات الوعود بأحد الأسماء للتخلي عن رفيقه وسط الطريق المليئ بالاشواك ، من هنا فإني احذر من سيناريوا 23 نوفمبر القريب الذي يعتبر درسا للتواصليين كما هو درس تستفيد من المنسقية لتوحيد صفوفها من جديد قبل فوات الآوان ، هذه النقاط يجب اخذها بعين الاعتبار خاصة وان المعارضة مقبلة على اطلاق منتدى جامع تحت مسمى " الديمقراطية والوحدة" بهدف التصدي لرهانات الحاضر ورسم استراتيجية توافقية لمواجهة الانتخابات الرئاسية المرتقبة ، حتى يسير الإقتراع في ظروف تضمن الشفافية والمصداقية ،
من هنا اذا ستسير المعارضة الموريتانية في تجربتها المحاكية للتجربة السنغالية التي اطاحت المعارضة إثرها بالرئيس عبد الله واد وتعول المعارضة من خلال ذلك على انخفاض التأييد الشعبي للرئيس ولد عبد العزيز وعلى انهيار خطابه السياسي وضعف اداء حكومته وازدياد معدلات الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار ، هي مشاكل قائمة ومأثرة إلى حد كبير لكنها تبقى حلما امام تحكم المؤسسة العسكرية العاشقة للجنرال.