هل سبق السيفُ البدار؟؟؟
انهار أعظم سد في تاريخ البشرية بنفق حفره فار وأهمله متفقد و غفل عنه مراقب وتلهى عنه صاحب الأمر و زمرته بالبطر و البغي وحساب عوائد الضرائب من غلة العام وموسم الفيضان ... سالت الشعاب والأودية وتعالى هدير الروافد واحتفال الفلاحين بالهطلان و تقديم القرابين للآلهة والولاء للحاكم ...
وفي غمرة الإحتفاء بماء السماء تسرب ماء الأرض من ثقب الفار وإهمال و جهل صاحب الأمر.. لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ*فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ والسد رمز لمنجزٍ نبتت في أفيائه حضارة و منظومة قيم أولها العدل و قوامه الأخلاق ...
ولأننا في هذا الصقع لم نبن سدا بالمعنى المادي ،لأسباب عديدة ، أبسطها غياب السلطان و قحط المكان فقد أنجزنا سُدًّا من القيم يحتكم إليه الناس و تنتظم حياتهم على التقيد به ، رغم عيوبه الكثيرة من تراتبية وانتقائية كانت من الجور الكوني السائد على المعمور.. و لكنه كان قانونا بالتراضي و مرجعا للتقاضي.. ورغم قوانين الثورة الفرنسية وعصر التنوير حملته من المستعمرين الذين دخلوا البلاد و ملكوا العباد بدعوى "التمدين" فإنهم أقروا برقي المنظومة الأخلاقية(لا السلطوية) التي و جدوا عليها الناس في هذه القفار..
وجاءت دولة الإستقلال وفي عهدها انتشر الفكر السياسي بمختلف مدارسه فأنجب حركات وطنية و قومية وإسلامية ساهمت بمقدار وفير في توطيد المنظومة الاخلاقية وتبارت ببراعة و إخلاص ومنهجية في نقد مكامن الخلل فيها و رفدها بمفاهيم الحرية و المساواة والعدل والإنتاجية و السعي إلى بناء الدولة والمجتمع النموذجيين وفقا لرؤية كل فِرْق ، وكان الصراع بينها على كسب المنخرط و النصير في أرْقى صور التسامح و الاحترام .. فما ذا دَهانا وأي داء عضال هذا الذي استشرى في جسم مجتمعنا الكسيح المثخن بالجراح ؟؟ لماذ ا وكيف تحول مجتمع البساطة والزهد والمحبة إلى مجتمع يفيق كل صباح على أنباء القتل والغصب والاغتصاب والسبي والسب والسباب ؟؟ لماذا وصلنا إلى حضيض المس بالرموز ؟؟ ** إن الإعتداء على عالم جليل و مصلح كبير و مُرَبٍّ صالح و قامة مهيبة من بلاد المسلمين بمكانة الشيخ محمد الحسن بن الددو شفاه الله..
** وحملة التشهير والتشويه و الإستهداف التي تعرض لها الشاعر الجهبذ والحقوقي الضليع والمناضل التقدمي العروبي الرمز الأستاذ محمدٍ ولد إشدو .. ليست قضايا معزولة ولا تصرفات تنسب إلى فاعليها بالمفرد والجمع، بل هي علامات فارقة ومؤشرات دالة مفزعة على مدى التحلل و التفكك الذي و صل إليه المجتمع الموريتاني ..
إن نذر الإنهيار الكبير تلوح في الأفق ... فهل نتدارك الموقف قبل أن يسبق السيف البدار؟؟؟ نقلا عن صفحة الشاعر الكبير ناجي محمد الإمام على الفيسبوك
المحيط