لم أكن أتوقع أن تنضم منظمة الأمم المتحدة لنادي حساد موريتانيا الجديدة، ولم أكن أتوقع بأن هذه المنظمة الدولية "المحترمة" ستمنعنا من التصويت في العام 2014، وذلك بحجة أننا لم ندفع اشتراكاتنا المالية لسنتين متتاليتين، ولم أكن أتوقع أن هذه المنظمة ستبلغ بها الوقاحة أن تضع اسم موريتانيا الجديدة في لائحة أسماء دول بائسة ممنوعة من التصويت، وهي دول لم نسمع بها من قبل، كما هو حال دولة "دومنيكا"، و"غرينادا"، و"جزر مارشال"، و"بابوا غينيا الجديدة"، و"سانت فنست وغرينادين"، و"تيمور – ليشتي"، و"تونغا"، و"فانواتو"، و"قيوغزستان".
ولعل مما يثير الدهشة حقا هو أن المبلغ الذي تسبب في منعنا من التصويت هو مبلغ سخيف جدا، ولا يزيد على المبلغ الذي تبرع به شيخ أطار للمنتخب الوطني، فكيف يعقل أن تعجز دولة مثل موريتانيا التي تكاد خزائن بنكها المركزي أن تتشقق لكثرة ما تختزن من عملات صعبة أن تدفع اشتراكا سخيفا كهذا؟
وحتى لو افترضنا جدلا، وأقول لو افترضنا جدلا، بأن الحكومة الموريتانية لا تمتلك المبلغ المذكور، ألم يكن بإمكاننا أن ننظم حملة تبرع شعبية لتحصيل 25 ألف دولار أمريكي ونسلمها للأمم المتحدة حتى لا تضع هذه المنظمة اسم بلدنا مع أسماء بلدان لم نسمع عنها من قبل؟
ثم ألسنا نحن بأحسن حال من الدول المجاورة؟ فلماذا إذاً غابت مالي والسنغال عن هذه اللائحة البائسة وظهر اسم موريتانيا؟ إنه لا يمكننا أن نفسر هذا الأمر إلا بأنه مؤامرة شريرة، أو أن هناك في الأمم المتحدة من ينتمي للمعارضة، وبالتالي يحسد موريتانيا الجديدة على ما حققت من انجازات باهرة في السنوات الأخيرة.
ومما يرجح هذا الاحتمال هو أن نشر هذه اللائحة تزامن مع تصريحات خطيرة لمنظمات أخرى اجتمعت هنا في موريتانيا الجديدة، وقدمت صورة قاتمة عن أوضاع البلد، ومن هذه المنظمات التي انضمت إلى نادي حساد موريتانيا الجديدة : منظمة التعاون الإسلامي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، والجامعة العربية، وكذالك منظمات أخرى تابعة لتركيا، وقطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة.
ولقد بلغ الحسد بالسفيرة "فائقة سعيد الصالح" مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية إلى أن قالت بأننا نعيش أوضاعا إنسانية صعبة جدا، وأننا نعاني من تراجع في الخدمات الصحية والتعليمية، وفي كافة مناحي الحياة المختلفة.
ولقد بلغت الجرأة بهذه السفيرة إلى أن ادعت بأن موريتانيا الجديدة تعيش حياة بدائية، كالتي كانت تعيشها بعض دول العالم في القرن الثامن عشر!!
أيعقل يا ناس بأن تكون موريتانيا الجديدة ما تزال تعيش في القرن الثامن عشر، وهي التي تقفز في كل يوم عدة قفزات إلى الأمام كلما تحدث وزير أو مدير أو مناضل من الحزب الحاكم؟
فلولا الحسد لاعترفت هذه السفيرة بالحقيقة، ولقالت بأن موريتانيا الجديدة، ولكثرة قفزها إلى الأمام أصبحت اليوم تعيش في القرن الخامس والعشرين أو السادس والعشرين في وقت ما يزال فيه العالم يعيش في الشهر الثاني من العام 2014.
ولقد بلغت الوقاحة بمنظمات أخرى إلى أن ادعت بأن الجوع يهدد ما يقارب ربع سكان موريتانيا الجديدة!!
فبالله عليكم كيف يمكن للجوع أن يهدد هذا الأعداد الهائلة، ودكاكين أمل توجد في كل حي؟ ألم يشبع الجميع في موريتانيا الجديدة؟ ألم يستطع الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يستغني عن الحكومة لعشرة أيام كاملة مما يعني أننا في موريتانيا الجديدة لم نعد بحاجة أصلا إلى حكومة؟
إني أنصح الشباب المشارك في لقاء الشباب المنتظر بأن يقترح أحدهم على "رئيس الشباب" بأن يعطي أوامره السامية بتخليد العشر الأوائل من فبراير من كل عام، وذلك لأننا أثبتنا خلال هذه الأيام بأننا في موريتانيا الجديدة قد أنجزنا كل شيء، وحققنا كل شيء، وأصبح بإمكاننا أن نستغني عن خدمات الحكومة لعشر أيام كاملة؟
لو قالت تلك المنظمات بأن ربع سكان موريتانيا تهدده السمنة أو أمراض القلب لصدقنا ذلك، ولو قالت بأن ذلك العدد من الموريتانيين يمكن أن يموت بسبب القلق أو الاكتئاب الناتج عن التطور الهائل والمتسارع الذي شهدته موريتانيا الجديدة في السنوات الأخيرة لصدقناها، أما أن تقول بأن ربع سكان موريتانيا يهدده الجوع، وخزائن بنكنا المركزي ملآى بالعملات الصعبة، فهذا ما لا يمكننا أن نصدقه إطلاقا.
والآن إليكم أقوى دليل بأن ما تطلقه هذه المنظمات ما هو إلا حملة لتشويه سمعة موريتانيا الجديدة، فهذه أيضا منظمة الأمم المتحدة التي أصبح لها مقياس لمستوى السعادة والرضا لدى الشعوب، تدعي بأن الصوماليين الذين يعيشون حربا أهلية أكثر سعادة من الموريتانيين الذين ينعمون بالعيش في جنان موريتانيا الجديدة.
فهل يعقل هذا؟
وإذا ما أردتم أن تتأكدوا من زيف هذه الافتراءات الدولية، فما عليكم إلا أن تتأملوا في وجوه سكان العاصمة لتعرفوا كم هم سعداء، تأملوهم وهم يبتسمون صباحا لسهولة التنقل، ولاتساع الطرق ونظافتها، تلك الطرق التي يمكنها أن تمتص أي قطرة ماء حتى من قبل وصولها إلى الأرض.
ولو كنتُ من بين المشاركين في لقاء الشباب القادم لاقترحت على الرئيس بأن يَعِد بعض الدول المجاورة بأنه سيصدر لها شيئا من فائض السعادة في مأموريته الثانية، تماما كما صدر لها الكهرباء في مأموريته الأولى.
فكم هو رائع أن يعد "رئيس الشباب" في حملته الانتخابية القادمة بأنه سيصدر مليون "ابتسامة موريتانية" إلى المغرب، ومليوني "ضحكة طازجة" إلى السنغال، وثلاثة ملايين "قهقهة معلبة" إلى مالي.
حفظ الله موريتانيا..