تعد الشعوب العربية من أفقر الشعوب في العالم ,كما أنها تعتبر من أكثرها تخلفا في شتى المجالات ,سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو رياضية .
فليس من المنطق أن نقارن اقتصاد أكبر الدول العربية نموا مع اقتصاد أفقر الدول الغربية , فميزانية وزارة الدفاع الاسبانية مثلا أكبر من اقتصاد دولة عربية يعني دولة من الحجم الكبير .
والمبدعون العرب يعدون على رؤوس الأصابع ,والجامعات العربية تأتيا أولاها في المرتبة رقم 548 في قائمة الجامعات العالمية .
والبلاد العربية رغم هذا كله تزخر بموارد اقتصادية هائلة والكثير منها بحكم موقعه الجغرافي يشكل حلقة وصل بين العديد من شعوب العالم كمصر مثلا عبر قناة السويس .....إلخ فما هو السر يا ترى وراء فقر وتخلف الشعوب العربية؟
هل القادة العرب هم السبب؟ أم أن المشكلة في الشعوب العربية نفسها ؟أم أن للغرب يد في القضية ؟
يرجع الكثير من الكتاب والباحثين الاجتماعيين والخبراء وحملة الرأي فقر وتخلف الشعوب العربية إلى عجرفة ودكتاتورية القادة العرب وذالك لما مارسوه من ظلم واحتقار لشعوبهم وبطرا لآرائهم وكبتا لحرياتهم.
ولا يخفى على مهما يكمن مستواه الثقافي ورأيه السياسي وبعده الديني أن للغرب يد طولا في تأخر الشعوب العربية وجعلها شعوبا مستهلكة لا منتجة تعيش على فتاة الأخر .
لا كن السبب الأخر في تخلف الشعوب العربية والذي غاب عن أذهان الكثيرين أو تعمد الكثير التغاضي عنه هو الشعوب العربية نفسها , فلقد رأيت بنفسي موقفا جعلني أرجح هذا السبب على غيره مع احتفاظي ببقية الأسباب, فقبل شهر من الآن أعلنت إدارة خفر السواحل الموريتانية عن رغبتها في اكتتاب 200 شاب وحددت بعض المعايير ,وتقدم المآة من الشباب بملفاتهم وطلبت منهم اللجنة المنظمة للمسابقة الحضور يوم 02\02\2014 وحضر الشباب الطامح المثقف الواعي ولما طال الانتظار أمام اللجنة أطل عليهم أحد رجالات البحرية من وراء جدر وقال لهم حملة الباكالوريا يأتون غدا وأصحاب الشهادة الإعدادية بعد غد , ولما كان من الغد قدم حملة الباكلوريا بل و المتريز والماجستير ولما طال انتظار هم أيضا خرج أحد العاملين في اللجنة المذكورة بيده أوراقا تحمل أرقام الملفات التي تحتوي على باكلوريا علمية فقط وقال تقرر تأجيل المسابقة إلى غاية 21\02\2014 أما حملة الباكلوريا الأدبية فغير مرغوب فيهم ثم دخل إلى مكتبه الدافئ دون أن يتفوه بكلمة اعتذار لهذه الكم الهائل من الشباب الذين تحملوا عناء المجيء إلى شاطئ المحيط رغم قساوة الطقس وانخفاض درجات الحرارة وصعوبة التنقل في العاصمة , وولى الجميع الأدبار دون أن يشعر احدهم بالامتعاض من الفعل أومن دون حتى يشتم ريح الاستهزاء الذي قامت بهي اللجنة في حقه .
فبالله عليك أخي هل ترى أن أمة تنجب مثل هذه الجموع الشبابية المثقفة التي يضحك عليها الآخرين من دون أن تشعر حتى تستحق أن تتقدم وتنافس الأخر ؟ وهل هذا النوع من الشباب لا يعد عائقا أمام التقدم والازدهار ؟ وهل تجد غضاضة من القول بأن مع الطغاة العرب حق في استعبادهم لهذه الشعوب ؟.
فقد فعلوا بهم ما فعل فرعون بقومه تماما (استخف قومه فأطاعوه ) .
بقلم : إطول عمرو سيدي الصيام