عتّقْ رُآكَ بمجدٍ تالدٍ عبق
وانثرْ قصيدكَ في بهْو من الألق
واسْكبْ شفيفَ الرُّؤى من كل أغْنيةٍ
وقفْ على عَتباتِ المجد وانْطلق
وسِرْ دُروبَ الهُدى والدين مغتبطا
فإنْ بلغْتَ رُبَى شنقيط فاعْتنق
وانسُجْ بها من بديع الشعر قافية
سَكْرى تبددُ ما بالنّفس من أرَق!
هيَّ الحياةُ ومنها الضّوْءُ يسْكنني
لأرْتقي لمقام الشمس بالأفق!
أنامُ في حُلم بالحُب يغمرني
فأسْتفيقَ ضُحىً من نشْوةِ الغسق
أنا ابنُ شنقيط والبيْداءُ تعرفُني
أحْمي الحمىَ ورحَابَ المجد والخُلق
أغرْبلُ الحَرفَ من شُبَّاك أخْيلتي
فيسْتوي قبسًا يضيءُ بالطرق!
منارةُ المجد من شنْقيط تحْصدني
شوْقًا فأنْثرَ ما بالنَفس من حُرَق
شنقيطُ يا دَوْحة بالعلم وارفةً
ومنْبرًا للرُّؤى والدين والعَبق...
شنقيطُ يا دُرةً في الكوْن لامعةً
تَشعُّ بالمجد والإخلاص والألق
أنتِ السفينة وسْط اليمِّ تعْصِمُنا
من المخاوف والحرْمان والغرَق
أنْتِ المها بالفضَا تَخْتالُ مُشْرقةً
أنْتِ السعادَةُ مِلأ الجَفْن والحَدَق
فكمْ بعهْدكِ من علم ومن أدَبٍ
ومن كِرام أباةِ الضيْم والنَّزق
تناثرَ العلمُ من مغْناكِ أشْرعَةً
ظِلَّ الغمام يَعمُّ الكوْنَ بالوََدَق!
سَل المنابرَ عن شنقيط مذْ بزَغتْ
تُزْجي المعارفَ قبل الفجر والشفق
تُنْبيكَ أنَّ بها قومًا لو انطلقوا
لنجابَ ليلُ الدُّجى والجهل والملق!
تألقَ الحرْفُ بالصحْراءِ فارْتسمتْ
على الشفاه سِماتُ البُشْر والألق!!
شنقيطُ يا وَطنًا ينْسابُ في خَلدي
يَغتالُني كمَدًا بالعشْق والقلق
فُكي الوثاقَ أيا أمًا تهدْهِدُني
وبَلسمي الجُرْحَ والأنفاسُ بالرَّمق