ما فتئ الصديق والزميل المناضل أحمدو ولد بداه يهز علية بجذع نخلة الحرية والثورة في أوساط الجامعة وبين صفوف المناضلين السياسيين والحقوقيين لأحرار حتى استطاع بحنكته وتواضعه أن يسقط رطب الثورة من جامعة أنواكشوط ليثقل به كاهل جنرال (..) ويجعله يترنح بين عشية وضحاها.
لم يكن في مخيلة الجنرال .. أن طلابا من أمثال المناضل الفذ ولد بداه بإمكانهم رفض تعنت من لم يجلس على طاولة الدرس في الجامعة يوما والصمود من أجل نيل حقوق الطلاب ولو كلفهم ذالك أرواحهم الزكية النقية, ولذالك بادر بقمع وتعذيب وطرد بعض الطلاب وسجن حفيد جيفاره وتلميذ كارل ماركس النجيب( ولد بداه) ظنا منه أن السجن وحده كافيا لإطفاء نار الثورة التي أوقدها هذا لأخير.
إن زيارة المرزوقي واشتعال النار المقدسة في جسم ولد دحود و عبد الرحمن ولد بزيد ليسوا سوى صفارات إنذار القدر المسكين للميكانيكي الراسب, عل مادته الرمادية .. تمكنه من تذكر ما حل بالطغاة الجبابرة وتركهم فارين صاغرين مولين الدبر لمن كانوا بالأمس يحتقرونه ويحرمونه من أبسط حقوقه ألا وهي التعبير وحرية الرأي والفكر ولاعتصام السلمي.
ما كنت احسب أن الزرقاء تظل من هو أغبى من الدكتاتور «القذافي" في فهم دروس التاريخ وحتمية التغيير وسخرية القدر لكني أقف اليوم حائرا أمام التلميذ الذي فاق أستاذه في الغباء(جنرال ..) وبذالك حطم الرقم القياسي عالميا.
إنك الآن في المدرسة اليوسفية لتأخذ دروسا في النضال بالكاد أو من المستحيل أن يحصل عليها من لم يجلس على طاولات تلك المدرسة الحقيرة (السجن) وأهمها درس العظيم جيفارا الذي يقول:
عابدين ولد سالم "فعلاً، أنا مغامر، لكن من طراز مختلف عن المغامرين الساعين وراء نزوات فردية عابرة، إذ إنّني أضحّي بكلِّ شيء من أجل الثورة والنضال المستمرّ."
يا حفيد جيفارا وتلميذ ماركس(ولد بداه) لا تلن ولو ساموك سوء العذاب ,وهز عليك بجذع نخلة الحرية والثورة -وأنت داخل زنزانتك- فبقوة عزيمتك وصدق نيتك ونبل مواقفك التقدمية سيتساقط رطب الثورة الحتمية في بلاد المليون خانع وبذالك ستأكل الديكتاتور المتغطرس رطب الثورة الحتمية وتسقيه ماء الذل والهون ونستريح منه وليذهب هو وزبانيته غير مأسوف عليهم إلا مزبلة التاريخ. ويومها تخرج أنت وصحبك من السجن مرفوع الرءوس ولسان حالكم يصرخ بأعلى صوت بمقولة المناضل الفذ جيفارا :
"إن من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنا أو متساقطا أو جبانا فالثورة قوية كالفولاذ.. حمراء كالجمر..باقية كالسنديان.. عميقة كحبنا الوحشي للوطن".
عابدين ولد سالم ولد معطل