لم يقتصر الجدل في’مصر حول محمد مرسي على العام الذي حكم فيه البلاد قبل الإطاحة به في يوليو/ تموز الماضي، إذ تفجر جدل من نوع جديد بين المؤيدين’والمعارضين له حتى وهو يُحاكم داخل’القفص الزجاجي الذي ظهر فيه ثلاث’مرات خلال ثمانية أيام، آخرهم اليوم الأربعاء. ‘إذ بدا مؤيدوه سعداء بظهوره في جلسه محاكمته أمس مبتسما، فضلا عن زيادة’وزنه على غير المتوقع لشخص يواجه ضغوطا عصبية ونفسية.
‘وأقيمت اليوم في’مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بالقاهرة الجلسة الخامسة (الثانية تأجلت لتعذر حضور محمد مرسي من محبسه لسوء الأحوال الجوية) من القضية المعروفة إعلاميا بأحداث قصر الاتحادية.
‘وقال أحد محامي هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية: ‘ولما التعجب من أن يبدو مرسي مبتسما وبوزن زائد، هذا رجل يؤمن بقضاء الله وقدره’.
ومضى المحامي، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا: ‘السجن ليس غريبا على هؤلاء (أعضاء جماعة الإحوان المسلمين)، فقد تعودوا على مواجهة مثل هذه الصعاب’. أما معارضو مرسي فنظروا إلى’هذه الملاحظة من وجهة نظر مخالفة تماما تعكس رؤيتهم السياسية لمرسي. ‘وقالت صحافية من المتابعين لجلسة اليوم: ‘الوزن الزائد ليس له إلا سببين، إما أنه اكتئاب، أو لا مبالاة’.
وأضافت الصحافية، التي طلبت عدم نشر اسمها : ‘المكتئب عادة يأكل كثيرا، وكذلك الشخص الذي يفقد الإحساس بما يحيطه من مشكلات’. ووجد أصحاب هذا الرأي في أحد المشاهد التي أذاعها التليفزيون المصري يوم 28 يناير/ كانون الثاني الجاري من الجلسة الأولى في قضية الهروب من سجن وادي النطرون (بمحافظة البحيرة شمال مصر)، ما يدعم وجهة نظرهم.
وظهر مرسي في هذا المشهد وهو يصرخ في وجه القاضي قائلا: ‘ أنت مين (من أنت).. وتعرف أنا كنت فين (أتعرف أين كنت؟)’.
ويرى معارضو مرسي في سلوكه بهذا المشهد أنه يعاني من عدم إدراك للواقع. وما بين هذا وذلك، يقول أحمد عبد الله، استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية (شمال): ‘لا يوجد سبب واحد لزيادة الوزن… وكلا الاحتمالين (حديث المؤيدين والمعارضين)’وارد’في حالة مرسي’. لكنه في’الوقت نفسه تعجب عبد الله، من الاهتمام بوزن مرسي، بينما توجد لدينا في مصر قضايا أهم.
واعتبر الاستشاري النفسي أن هذا يمثل ‘شكلا من أشكال الهروب النفسي من قضايا مهمة إلى في قضايا أقل أهمية’.