يبدو أنه لم يعد هنالك من يرغب في التوزير لهبوط سقف معايير انتقاء الوزراء والوزيرات، وعبثيتها، فالكفاءة ليست معيارا، والإستقامة والإستقلالية والإستعداد والخبرة، كلها معايير إقصائية بامتياز... ولكم أن تسألوا عن المعايير المرعية في تصعيد وزراء موريتانيا الجديدة، وكلكم تعرفون أنها مشخصنة ومزاجية وشعبوية، وتافهة تنطلق من محاصصة قبلية جهوية زبونية مقيتة لا تستند لأي منطق تفضي لجمع شلة من الفاشلين الغرباء لأداء مهام غير محددة...
الحكومة باتت كإكتتاب عناصر الحرس الرئاسي.. تجمع ملفات على عجل من طرف بعض الخواص بدون إعلان وتختار دوزينة من المتملقين والمتملقات مهمتهم فك رموز مزاج الرئيس وقراءة قسمات وجهه، وتقاطعات خطوط حظوظه والتفاعل مع ابتسامات مولاي التي لا تعكس أي موقف يمكن الركون إليه...
هي في جميع الأحوال حكومة بلا معايير، وبلا أهداف باهتة خافتة لا ينتظر منها أي شيء، ولا تنتظر هي أي شيء من نفسها، مهمتها الأولى أن تكون مكبا لوخزات الرئيس وتهكمه، ودعواته لإنجاز أشياء يعلم الجميع علم اليقين أنها لا تنفع ولا تمكث في الأرض.
اتهامي /للراي المستنير