يقبع وزراء الحكومة المستقيلة في هذه الأثناء خلف مكاتبهم وآذانهم معلقة على رنات الهاتف النقال والهاتف الثابت، وأفاد فراش مخضرم في وزارة عتيدة أن وزيره كاد أن يغمى عليه لمجرد الاستماع إلي جرس دقه الأمين العام في مكتب مجاور وظن الوزير أن عطلا أصاب هاتفه الثابت فدعا بالويل والثبور وأمر بإصلاحه رغم أنه لم يكن فاسدا أصلا.
ويبدو أن الوزراء لم يقتنعوا بعد بانتهاء مأمورياتهم ولم ينشغلوا بعد بلملمة أوراقهم باستثناء أصحاب المأموريات الانتخابية منهم، أما الذين هزموا فهم في حال يرثى لها والمأساة أن الميزانية لم تشغل بعد وهنالك متأخرات والظروف صعبة.
المؤكد أن كل وزراء الجمهورية ألغوا ارتباطاتهم السابقة وأجلوا مواعيدهم وهم باقون في مكاتبهم على غير العادة إلي نهاية الدوام.
وتتحدث أنباء أخيرة عن انهماك بعضهم في استخدام هواتف ثانوية لمتابعة حركات زملائه، والإستفسار الذي يواجه به كل وزير زميله المهاتف: هل تم استدعاؤكم؟ وما هي آخر الأخبار؟ الرأي المستنير