لم يكن اعضاء بعثة الوكالة الوطنية لسجل السكان و الوثائق المؤمنة و هم يصلون الي الدوحة منتصف شهر ابريل 2013 قادمون من مدينة جدة السعودية متأكدون ان الرئيس السابق لموريتانيا معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع الذي اختار المنفي الاختياري في هذه المدينة التي تحولت في اقل من عقد من الزمن الي ان تكون اهم عاصمة عربية و اكثرها تأثيرا سيكون من ضمن من سيتم تسجيلهم في سجل السكان الجديد بموريتانيا .
هذا الشعور أكده ان هذا الرجل لم يلتقي منذ ان اطيح به بأي شخص موريتاني علي الأقل بشكل علني و اختار الابتعاد عن كل ما له صلة بموريتانيا .
في يوم 18 مايو 2013 وصل مسؤول قطري الي مقر سفارة موريتانيا في الدوحة الذي تستخدمه بعثة الاحصاء كمقر لها في العاصمة القطرية و ابلغ المسؤول البعثة عن رغبة الرئيس السابق في الاحصاء و انه جاء من اجل ترتيب هذا الموضوع .
هذا الطلب فاجئ المسؤول عن الاحصاء حيث انه لم يكن محضرا لاتخاذ قرار باستقبال رئيس موريتانيا المطاح به مع ان القانون لا يمنعه من ذلك لكنه اراد ان يبلغ ادارته في نواكشوط بالموضوع و من ثم أخذ التعليمات .
هذه التعليمات لم تتأخر كثيرا حيث ابلغ من نواكشوط بضرورة تحديد موعد للرئيس السابق و عائلته كما اعطيت التعليمات بضرورة منحه اكبر قرر من العناية و الاعتبار خلال وجوده مع لجنة الاحصاء .
ابلغ المسؤول القطري بالموعد و طلب المسؤول الامني القطري ان يكون الموعد سريا و ان لا يحضر أي مواطن اخر خلال فترة بقاء العائلة الرئاسية في السفارة و قد قبلت بعثة موريتانيا في الدوحة كل طلبات المسؤول القطري و تقرر ان يكون احصاء عائلة اهل الطايع بعد ساعات الدوام في الدوحة .
حدد اليوم علي انه سيكون يوم الاحد19 مايو2013 عند الساعة الرابعة من بعد الظهر بتوقيت الدوحة , و في نفس اليوم وصل نفس المسؤول القطري ساعتان قبل الموعد المحدد و كان مرفوقا بعناصر قطرية اخري و طلب ان يزور المكان المخصص لاستقبال الرئيس السابق و المكان الذي سيجلس فيه و كان يصطحب جهاز دقيق جدا يضعه في كل مكان يبدوا انه جهاز لاكتشاف المتفجرات و بعد مرور المسؤول الامني القطري و تركه لبعض عناصر الحراسة القطرية لتأمين المكان ابلغ اعضاء البعثة بأنه سيتحرك من اجل استقدام الرئيس .
مر الوقت ببطء و اللجنة تنتظر حضور الرئيس السابق ليس من اجل القيام بالواجب فحسب و انما كان هناك شعور انساني يحرك المجموعة و هو رغبتهم في رؤية معاوية الذي لم يشاهده بعضهم من قريب فترة حكمه لموريتانيا و كذلك منذ ان غادر السلطة حيث ان صوره كانت نادرة .
اخذ رئيس بعثة الاحصاء مبادرة بتوقيت المكيف الذي كان يبرد الغرفة .
و بعد دقائق قليلة و في حدود الساعة الرابعة سمع الجميع اصوات الحركة علي البلاط في ممر مقر السفارة الداخلي و تأكد الجميع ان الرئيس السابق في طريقه اليهم .
و اخيرا دخل معاوية بشحمه و لحمه و كانت برفقته حرمه عائشة من احمد ولد الطلية و و طفل و طفلة من ابنائهم .
معاوية لم يتغير كثيرا فقد كان في قمة الاناقة حيث ان ملابسه كانت كما عهدها الموريتانيون فقد كان يرتدي بدلة ذات لون كهلي و ربطة عنق بنفسجية علي قميص ابيض و لولا بعض التجاعيد التي توجد في وجهه و تكثر في رقبته و الشيب الذي زاد في شعر رأسه فان شنبه الذي لم يتغير مثلما اشيع اكثر من مرة كما انه لم يكن ملتحيا
باستثناء هذا فانه لا توجد تغيرات كبيرة اخري و قد يلاحظ انه اصبح انحف مما كان زمن توليه مقاليد الحكم في موريتانيا .
بعد السلام خاصة من طرف الرئيس السابق بدأ عناصر الاحصاء بالاستعداد من اجل القيام بإجراءات الاحصاء لكن انقطاع مفاجئ للتواصل مع مركز الاحصاء في نواكشوط جعل المسؤولين عن الاحصاء يعتذرون للرئيس السابق و يطالبه بضرورة الانتظار.
قبل الرئيس و كان اعضاء المكتب يشعرون ان الرئيس كان مطربا منذ قدومه و كان يتحدث قليلا.
فرصة انقطاع الاتصال مع نواكشوط استغلها اعضاء البعثة من اجل محاولة تلطيف الجو عن طريق محاولة ملاطفة ابناء الرئيس السابق حيث دخل شباب الحالة المدنية في نقاش ودي مع ابن الرئيس الصغير حول فرق كرة القدم في اسبانيا و خاصة ريال مدريد و برشلونة هذا النقاش كان لطيفا لدي الرئيس السابق حيث ضحك كثيرا من هذا الحوار و بدأ بالانفتاح علي المجموعة و قد اعجب كثيرا بالشاي الذي قدمه له العامل في السفارة و قال انه شاي من النوعية الجيدة"هذا اتاي زين" كما ردد اكثر من مرة .
الرئيس استفسر المجموعة عن سبب عدم تشغيل المكيف فكان رد المسؤول عن احصاء انه اوقف تشغيل المكيف بمبادرة شخصية منه "لأنه قيل لي يا فخامة الرئيس انكم لا تحبون المكيف" يقول مسؤول الحالة المدنية فضحك الرئيس و قال يجب تشغيل المكيف لان "الدوحة حامية" .
الرئيس قال للمجموعة ان له بنت في نواكشوط و ابن في اسبانيا و اخر في فرنسا و ان عدم احصائه هو يعرقلهم حسب ما ابلغوه .
الرئيس بدأ في استفسار عن النظام المتبع في الحالة المدنية الجديدة و تسائل هل هناك اجانب يعملون في المشروع و ارتاح عندما ابلغ ان كل من يعمل في المشروع هم شباب موريتانيون ,كما تسائل عن جواز السفر و كانت اجابات الشباب مثار ارتياح لديه و قال ان هذا المشروع مهم .
تم احصاء الرئيس و بعد ذلك تم احصاء حرمه من احمد ولد الطلبة و من ثم الطفال عندها وصل عامل السفارة ليقدم "الكاس" الرابع من الشاي تدخلت منت احمد ولد الطلبة لتقول للرئيس انه اكثر من الشاي .
بعد انتهاء عملية احصاء عند الساعة الخامسة و النصف بتوقيت الدوحة رافقت المجموعة الرئيس الي الباب و كان مرتاحا من طريقة تعاملهم معه و طلب منهم ان يبلغوا تحياته للسفير و كان يقصد السفير الحالي في الدوحة الشيخ سيد احمد البكاي ولد سيد بيه هذا الاخير لم يكن حاضرا في الدوحة و المضحك انه انزعج كثيرا من هذه التحية الغير متوقعة و الغير مرغوبة (سبحان الله تحية من معاوية اصبحت مزعجة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! )
الطواري