رغم أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، يصغر وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بسنتين وأنه سبقه للوصول إلى السلطة بحوالي خمس سنوات، فإن هناك أوجه تشابه ملفتة للانتباه في مسيرة حياة الرجلين. لقد وصل كلا العسكريين إلى أعلى رتبة في جيش بلاده رغم أن ايا منهما لم يشارك في اية معارك حربية، وشارك كل منهما في انقلاب قبل أن يقود انقلابه الخاص الذي سيوصله إلى السلطة.
تخرج السيسي من الأكاديمية العسكرية في بلاده سنة 1977 حين كان عزيز قد تمكن في نفس السنة من دخول الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس. انصبت اهتمامات الرجلين في بداية وصول كل منهما لمركز القرار، على إعادة تنظيم القوات المسلحة وتلبية احتياجاتها من التدريب والعتاد.
كلا الرجلين انقلب على أول رئيس جاءت به صناديق الاقتراع إلى السلطة في بلاده، وأعلن أن الوصول إلى السلطة هو آخر اهتماماته، غير أن كليهما "رضخ" في النهاية للمطالب الشعبية وقرر خوض معركة إدارة شؤون البلاد.
بعد خمسة أشهر سينهي الرئيس عزيز مأموريته الأولى، ربما في نفس الوقت الذي سيخوض فيه السيسي أولى حملاته الانتخابية! فهل سيصل السيسي بسهولة إلى مقعد الرئاسة كما وصل الرئيس عزيز؟ وهل سيستمر الرجلان في السلطة كدليل إضافي على فشل النخب السياسية (من المحيط إلى النيل) في قيادة بلدانها؟ وهل يمكن لنجاح الرجلين أن يفتح شهية العسكريين في المنطقة على غزو كراسي السلطة تأسيا بعزيز موريتانيا وعزيز مصر؟
اقلام