شن الشيخ ولد حرمة ولد ببانا، وزير الصحة السابق، هجوماً لاذعا على الرئيس محمد ولد عبد العزيز، متهما إياه بالافراط في الفساد، وبانتهاج سياسية حكم تقوم على القبيلة، وعلى استنزاف موارد الدولة لصحاله.
وقال ولد حرمه في مقال نشر اليوم الأحد، على موقع صحراء ميديا إن ولد عبد العزيز "أساء كثيرا إلى أسرته وقبيلته الفاضلة حاضرا ومستقبلا"، وأنه الرئيس الموريتاني الأكثر حديثا في مجالسه الخاصة عن القبائل، حيث يسب بعضها ويتندر على بعضها ويتحدث عن تعيينات لصالح بعضها، فيقول "أنا لا أثق في أي شخص من الفلانيين،الفلانيون يكفيهم أنني عينت منهم مديرا ولم يكن فيهم رئيس مصلحة" كما يوجه عبارات قاسية لبعض القبائل، بحسب ولد حرمه.
وأضاف ولد حرمه في مقال شديد اللهجة :"يقدم ولد عبد العزيز لبعض أقاربه معلومات خطيرة هدفها استنفار الحمية القبلية، لعلها تطيل من عمر حكمه الآيل إلى الزوال لا محالة. لكن لكل أجل كتاب. فما ستكون يا ترى تركة ولد عبد العزيز للتاريخ و للأجيال المقبلة و لذويه؟ و ماذا سيبقى من ذكراه في الذاكرة الجمعية؟".
وأشار الوزير السابق إلى أن نظام الرئيس الراحل المختار ولد داداه، كان نظاما شموليا ضمن سياق شبه عالمي في ذلك الاتجاه وقتها، لكنه لم يكن نظام فرد بالمعني الحرفي للكلمة. فلم يكن الرجل مثل خلفائه، الذين اعتمد كل منهم القاعدة الكلاسيكية "فرق تسد" والتي وصلت نتيجتها الظاهرة والباطنة إلى حكم رجل ليس أكثر من "ساعي بريد بين وطنه وبين جيبه"، حسب تعبيره.
وقدم رئيس حزب "تمام" جردا للمناصب التي يشغلها أقارب الرئيس، وأكد أنهم يشكلون أغلبية ساحقة من أغنى رجال الأعمال في موريتانيا. وقال إن الرئيس الأسبق رفض هذه التصرفات، وابتعد عن تحويل نظام حكمه إلى جزء من القبيلة، في حين تبنى ولد عبد العزيز الأمر، لحماية نظامه وللاستفادة الفردية.
ويعد هذا الجزء الثالث من سلسة المقالات التي بدأ الشيخ ولد حرمة كتابتها حول النظام السياسي الحاكم، وذلك بعد استقالته من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يقود الأغلبية، وانضمامه لصفوف المعارضة، ممثلة في منسقية المعارضة الديمقراطية.
وأعاد ولد حرمة الحياة إلى حزبه "التجمع من أجل موريتانيا" المعروف اختصارا بحزب "تمام" وذلك بعد أن كان قد أعلن اندماجه في حزب الاتحاد، خلال دعمه للرئيس محمد ولد عبد العزيز.