سيدي الرئيس ان الشباب الموريتاني حسب الإحصائات الحكومية يمثل قرابة 70% من اجمالي السكان وحسب التقديرات ايضا فإن نحو 430الف من هولاء الشباب لايجدون عملا , اللافت في الامر هنا ان موريتانيا ورغم قلة سكانها وثرائها الاقتصادي الكبير المميز تعاني مشكل عويص وخطر ,ارتفاع نسبة البطالة وبالتالي انسداد الأفق في وجه الشباب الحالم , في ظل هذه المفارقة الغريبة كيف نفسر الظاهرة؟
تتراوح نسبة البطالة في موريتانيا مابين 37% الى44% وتعد هذه النسبة هي الاعلى وسط المعدلات العربية التي تتراوح حول 20% في المتوسط .
وقد بدأت البطالة في التفشي في موريتانيا في سبعينيات القرن الماضي مع سنوات التصحر والجفاف تلتها نصائح البنك المركزي الدولي التي فرضت على الحكومة بوقف تعيين الخريجيين وإعادة هيكلة القطاعات الادارية , تزامن مع هذا كله تراجع قدرة القطاع الخاص على استيعاب مزيد من العمالة سنويا , ويرى البعض ان السبب الحقيقي وراء تفاقم ازمة البطالة في موريتانيا يكمن في عدة عوامل سلبية اهمها:
ان القطاع الحكومي هنا يشغل فقط 3% من قوة العمل البشري , مع عجز واضح للقطاع الخاض على توظيف العمالة فحتى الشركات العملاقة في موريتانيا كالشركة الوطنية لصناعات والمناجم لا تشغل إلا 0.5% فقط من قوة العمل البشري , هذا كله فضلا عن المنافسة الغير عادلة التي يواجهها الشباب الموريتاني في سوق عمله بحيث ان مليون عامل اجنبي يتواجدون هنا ينافسونه فمثلا قطاع الصيد يوفر اكثر من 600 الف وظيفة لا يعمل منها إلا عشرة آلاف موريتاني والباقي للأجانب , كل هذا سيدي الرئيس في حين ان الرابطة الوطنية لحملة اشهادات العاطلين عن العمل والتي يناهز عدد المسجلين بها حاليا اكثر من 7000 يحملون شهادات وفي مختلف التخصصات وتجمع كواس حامل شهادة باتو يشتكون من ازدياد عدد الخريجيين العاطلين في مقابل ضئالة مقاعد التوظيف فالدولة الموريتانية بعظمتها لاتوفر لجيش العاطلين من الفرص سوى ذلك الإكتتاب السنوي الذي يقتصر على مسابقات العسكرية او الاساتذة والمعلمين في كثير من الأحيان فجميع الوزارات والإدارات باختلاف انشطتها لاتوفر فرصة عمل واحدة سنويا لحاملي الشهادات فحتى وزارة التشغيل، والتي انشأت بهدف الحد من هذه الظاهرة المتفشية باتت هي الآخرى عاجزة عن خلق الفرص الكافية لهذا الجيش الخارق من العاطلين عن العمل والذين لسان حالهم يقول (قوت يومنا بأعناقكم) , سيادة الرئيس إن موريتانيا ليست مصر ولا احدى دول شرق آسيا موريتانيا بلد لايتجاوز مجمل ساكنته الاربع ملايين نسمة ومع هذا ف46 الف فقط هي اجمال موظفيه منذ 53 عاما بالله عليكم اليس هذا من السخرية خاصة وان بلدنا من اغنى البلدان في افريقيا بل والعالم اليوم وفي ظل الانتخابات والتحولات السياسية وبعد خمس سنوات من تعهداتكم سيادة الرئيس للشباب من حاملي الشهادات بأنكم لن تبخلوا جهدا حتى يكون الشباب حلقة مؤثرة في بنية البلد السياسي ،
هنا نتساءل كيف لشباب ان ينتج او يؤثر مادام الافق مسدود ، سيادة الرئيس الدول لاتتقدم إلا بسواعد شبابها وافكارهم فماذا قدمتم انتم لزهرة شنقيط ؟ ام ترون ان دور الشباب الموريتاني لايعدو دكاكين امل قد لايتحقق ، ام حرث ارض على تخومة النهر طلبا للرزق . يا فخامة رئيس الجمهورية ما هكذا تورد الإبل ، الآن وبعد ان استفحلت الازمة وبات خطر انفجارها يلوح بالافق ,صار لزاما علىكم وعلى حكومتكم الحالية معالجة هذا المشكل ووضعه في الحسبان واكتتاب ما استطاعت وخلق ماتستطع من فرص عمل حتى تتمكن من حل الازمة حلا جذريا منافي لسياسات التخبط والعجرفة السابقة , وعلىكم هنا ان لاتنسو او تتناسو بأن أزمة البطالة كانت المحرك الأول لربيع العربي.
نقلا عن أقلام