قدم الشيطان الأكبر بالكبائر في سوق السياسة ، وما يحوي من كيد ومكر ودهاء وحيل ، بل وفضائل تارة ، فقام يروج كبائره ومبيقاته من حسد وغل وحقد وبخل ونفاق ورياء وكبر وعجب وجبن ، يهبها مجانا ولا تباع ، لمن يستحقها في نظره . وعلى رأي العين يزاحمه شيخ وقور بمسبحته وتلاوته ، يهتف بتسويق بضاعته بتؤدة بين التواضع والوفاء والحلم ، وعلى رفوفه خصال التضحية والبذل ، وبين ذا وذاك كتمان السر، هذه خصال يهديها الشيخ الوقور سمحا لمن يسمو بها .وفى لقاء نادر بين الشيخ والشيطان تراهنا فيه على تقديم جوائز اعتبارية لبعض الاحزاب السياسية النشطة فى البلد ،وذالك بمناسبة قدوم شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم .فاستبق الشيطان فى حفل مهيب ، ووهب المنسقية جائزتي الحسد والبخل ، فهم يحسدون الناس على ما اتيهم الله من فضله فى الانتخابات ، وبسبب حسرتهم على اجراء الانتخابات وحشرجتهم من نتائج تواصل يشي بخلهم بمنصب رئاسة المعارضة على رفاق الدرب ، فسارع الشيخ الوقور حمية بتاج الشجاعة فى المقال ،والاناة فى الافعال على راس المنسقية، حتى يخفى حالها ويكشف بريقها . وظفر حزب الاتحاد من اجل الجمهورية باستحقاق من الشيطان الاكبر وبين ملإ يهتفون ، بجائزتي الحقد والمن ، فهم يمنون على أبناء وطنهم بالهواء الطلق ، ويقومون بشيطنة خصومهم ، ويحقدون على كل من يفضح مواقفهم في السياسة، الا انهم حازوا من لدن الشيخ الوقور على خصلة الرضاء بالقضاء ، والاستكانة لكل ما هو آت، فالخمول مع الفساد عندهم نعمة وجل الناس يأباها ،ليفوز الشيخ الوقور على الملعون ويوارى عوراتهم. وبعد رقص وغناء وشرب ، اتحف الشيطان الحراك الشبابي بوسام النفاق السياسي مطلقا، لبراعته فى حمل صور الرئيس ، وحسن التملق والتزلف اليه فى الحملة ، فكابد الشيخ الوقور كثيرا ، وفتش وفكر لعله الا يخسر الرهان ، فما وجد له من خصلة تناسب الحزب كخصلة الكتمان ، فقد حفظ الحراك على مدى سنتين السر الذى بينه وبين الدولة بامتياز. وبشيئ من الخمول والفتور وقليل من الصخب ، وشح الشيطان التحالف الشعبي بنياشين الكبر والعجب على بقية الاحزاب وخاصة الوئام ، فتنادت له وشائج الوفاء مع خصومه من الاغلبية الرئاسية ، بشهادة الشيخ وعطائه فرفعته . وكسا الشيطان الوئام فستانا من الجبن ، لارتجافه من العسكر والهلع من معارضته ، فاشفق عليه سلطان التواضع من لدن الشيخ حتى زانه بصفة التواضع. والبس تواصل رداء من رياء السياسة ومكرها ، لادعاءها الزهد فى منصب رئاسة المعارضة ، وتمسكه بالمنزلة بين المنزلتين ، فاكرمه الشيخ الوقور بايادي البذل فاسعفه بغطاء السخاء .وكافأ الفضيلة بخائنة الاعين لغمزه مرارا خصومه بجهل الشريعة فاسبغه الشيخ الوقور بوقارالعلم فنال هيبته . وفي وسط حماس المشجعين مد الشيطان كأس التساهل مع الزندقة والمرتدين للقيادة الوطنية ،كأس يلمع فيه إهمال التربية الإسلامية ودنانير المنظمات التنصيرية ، فوثب الشيخ الوقور وأخمد ذكر الكأس بتهنئة إذاعة القرءان الكريم ، ومحظرة الهواء على الأثير . غالي الصغير