يتعرض ديننا الحنيف في هذه الفترة وغيرها من الفترات لحملات تستهدف شخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في محاولة للنيل من جنابه الشريف. وهذه الحملات قديمة لكنها تتراجع حسب قوة المسلمين واعتزازهم بدينهم وذودهم عنه. و في زمنه صلى الله عليه وسلم ظهر ناس من المشركين عرفوا بالمستهزئين بسبب ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاهم فقال الله له ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) لكن الرزية تعظم حينما تصدر الإساءة من شاب نشا وترعرع في بيئة إسلامية وأسرة محافظة سواء قصد تلك الإساءة أولم يقصدها. فكان لزاما على كل مسلم و خصوصا صاحب المقال" محمد الشيخ ولد محمد. أن ينبه إلى بعض ما يمتاز به رسولنا صلى الله عليه وسلم من أخلاق وما يجب له من توقير واحترام فيكفر عما جنت يداه ويكون من المدافعين عن شخصه صلى الله عليه وسلم والمحبين له فيفوز بمجاورته في الفردوس الأعلى من الجنة. والكلام عنه صلى الله عليه وسلم وما خصه الله به من الأوصاف الحميدة والأخلاق الفاضلة والمعجزات الباهرة يقف الكاتب عاجزا عن حصره والخطيب عاجزا عن التلفظ به والأوراق عاجزة عن استيفائه ويكفيه قول الله عز وجل فيه (وإنك لعلى خلق عظيم) و لله در ابن جزي الكلبي حيث يقول في مدحه للمصطفى من أروع ما سمعت في المديح. أروم امتداح المصطفى فيردني
قصوري عن إدراك تلك المناقب
ومن لي بحصر البحر والبحر زاجر
ومن لي بإحصاء الحصى الكواكب
ولو أن أعضاء غدت السنا إذا
لما بلغت في المدح بعض مآرب
ولو أن كل العالمين تآلفوا
على مدحه لم يبلغوا بعض واجب
فأمسكت عنه هيبة وتأدبا
وخوفا وإعظاما لأرفع جانبي
ورب سكوت كان فيه بلاغة
ورب كلام فيه عتب لعاتب
وجوب تعظيمه وتوقيره إن من حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا أن نوقره ونعظمه ونحبه أكثر من أنفسنا وأولادنا كما أمرنا الله بذلك فقال ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا) والتعزيز هو التعظيم والتفخيم. وقد جاءت سورة الحجرات وغيرها من السور تبين الأدب معه صلى الله عليه وسلم وما يجب أن يعامل به من التعظيم والتبجيل والاحترام والتوقير كحرمة رفع الصوت عليه أو على حديثه....وهذا التوقير والتعظيم نلاحظه في سيرة صحابته معه " فهذا عمرو ابن العاص رضي الله عنه يصف حاله معه كما في صحيح مسلم فيقول: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة: فهكذا كان صحابته يجلونه ويعظمونه. وجوب النصرة له إن مما أوجب الله تعالى على المؤمنين نصرة نبيهم ووعدهم على ذلك الفوز بالجنة والنجاة من النار فقال في محكم كتابه (فالذين آمنوا به وعزروه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون) وقال في حق الأنصار ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم) و قال في حق المهاجرين (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) وكذالك بقية المؤمنين .و تستوجب هذه النصرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم تعلم سيرته العطرة وإدخالها في المناهج الدراسية لجميع المستويات وذلك بجعلها مادة أساسية. فيوليها الطالب لذلك اهتماما خاصا وتكون سببا في تكوين شخصيته شخصية إسلامية معتزة بدينه وقيمه الإسلامية،بعيدة عن الإرهاب والتطرف والتذبذب في المواقف وجوب اتباعه والسير على هديه و مما يجب علينا كذالك أتباع محمد صلى الله عليه وسلم كما أمرنا الله بذلك فقال ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم..) والاقتداء به والسير على هديه كما قال جل وعلى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) وذلك لما يمتازون به من العلم والحلم والصبر والشكر والمروءة والزهد والتواضع والعفو والعفة والجود والكرم والشجاعة والحياء والمروءة .... وغير ذلك من الأوصاف التي يجمعها "حسن الخلق" كيف نواجه الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم إن المساس بمقدساتنا والإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم أمر يرفضه الشرع ويأباه العقل وهذا ما يستدعي من الجميع الوقوف صفا واحدا في وجه ما يحاك ضدنا من مؤامرات باسم حرية التعبير. وأخذ التدابير اللازمة من الوقوع فيه وهذه التدابير تقع على عاتق الجميع فلا تختص بها جهة دون أخرى فالكل مسؤول عن دينه ما ذا قدم له. فمن أول تلك التدابير ما يتعلق بالفرد وهو
1: أن ينصر نبيه باتباع أخلاقه التي هي مبينة في سيرته والتي وصفتها عائشة حين سئلت عنها فقالت كان خلقه القرآن.
2: ومن واجب السلطات العليا سنن القوانين الرادعة الزاجرة لمن سولت له نفسه المساس بمقدساتنا أو الإساءة لنبينا
3: ومن واجب المؤسسات التربوية دمج مادة التربية الإسلامية في نظامنا التعليمي بما فيها السيرة النبوية كمادة أساسية.
4: و من واجب وسائل الإعلام المسموع منها والمقروء التأكد مما ينشر عندها من مقالات وتعليقات وفحصها قبل النشر ونشر المفاهيم الصحيحة للإسلام والتعريف برسوله
5: ومن واجب الآباء والأمهات أن يعتنوا أكثر وأكثر بتربية أبنائهم وتحصينهم ضد الإعلام الفاسد وما يبثه من أخلاق رذيلة. إن الغصون إذا قومتها اعتدلت. ولا يلين إذا قومته الخشب
6: تشجيع الشباب ماديا ومعنويا بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدىهم عن الدين ومقوماته وخصائصه.