نال الخبر الذي نشرته وكالة كيفه للأنباء في وقت سابق في شأن الارتفاع المذهل لأسعار اللحم بمدينة كيفه الكثير من الاهتمام وعقب عليه عدد من القراء .
وقد تقدم في ذلك الوقت الأستاذ المصطفى ولد أمون بمقترح إلى السيد والي لعصابه أرنا أن إعادته نظرا لارتفاع هذه المادة الهامة حيث كتب ما نصه:
إذا كانت إدارتنا الموقرة من أعلى هرمها إلى أصغر موظف فيها صمّتْ آذاننا بالأمس بالتطبيل والتزمير والتّبرع تملقا أو تزلفا واستشرافا للحملة الانتخابية الرئاسية القادمة, وما أدراك ما الحملة الرئاسية القادمة!!؟ فهاهو المواطن البريء المسكين الفقير المطحون العاجز, يتضور جوعا وقهرا وظلما وحرمانا وو...أقصى أمانيه أن يجد شربة ماء أو جرعة دواء, أو لقمة عيش كريمة يقيم بها أوده, ويسدّ بها فاقته, أليس من المفارقات المرّة والحالة هذه, أن يطبّل المطبلون ويزمِّر المزمرون ويتبرع المتبرعون ويرقص الراقصون ويترك الفقراء المحرومين لمصيرهم لوحدهم ببلاد المنارة والرباط يكابدون الأمرّين في درب مليء بالتعثر والأحزان, بلا أدنى رحمة أو شفقة!!!؟ وحينها فليزد الجزار تسعرة لحمه كيف شاء ومتى شاء وأينما شاء, بلا حسيب أورقيب!! وليرفع التاجر سلعته كيف شاء هو الآخر ومتى شاء وكيفما شاء وبطبيعة الحال بلا أدنى حسيب أو رقيب!!,
وليزد الخباز واللَّحام وسائق الأجرة وأصحاب الحرف الحرة كلهم ومن على شاكلتهم كيف شاءوا ومتى شاءوا وحيثما شاءوا ....
وليت شعري هل يضر الوالي لو تطوّع بمجهود بسيط يذكر فيشكر يخدم به فقراء كيفه ويكون سنة حسنة لغيره و(من سنّ سنة حسنة)؟؟؟ وذلك المجهود هو: أن يشتري من حرّ ماله ثورا وعجلا من البقر ويكلف أحد معاونيه أو أحدا آخر يثق في نزاهته وصدقه وشفافيته, وينتدب له أحد الجزارين ليقوم عنه بعقر الثور والعجل ووزنهما حتى يعرف الجميع بشكل واضح وشفاف ما بالثور والعجل من الكيلو اغرمات ويقومون بعد ذلك بطريقة شفافة هي الأخرى بتقويم ثمن اللّحم مقارنة بثمن شرائهما سابقا وترك هامش من الربح للجزارين, وبعد هذه العملية البسيطة في شكلها العميقة في مضمونها,, يبرزون لجميع سكان كيفه هل كان الجزّارون محقون في زيادتهم المتكررة لتسعرة اللّحم؟ أم أنهم يبالغون دون رقيب أو حسيب..!!؟
وبعد اكتمال العملية برمتها يتبرع الوالي باللّحم الآنف الذكر على فقراء ومساكين كيفه وما أكثرهم هذه الأيام,, فبهذه المبادرة الجميلة يكون الوالي قد تبرّع تبرعا لم يسبقه غيره له وسيسجل له في موسعة [غينس] للأرقام القياسية وأرجو أن يوضع في ميزان حسناته يوم القيامة (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم) إن شاء الله تعالى. وأخيرا أرجو من السيد الوالي إذا قبل التبرع بهذه المبادرة الحسنة أن يكمل حسنته بانتداب مدير وكالة كيفه للأنباء الصحفي المتألق: الشيخ ولد أحمد لتغطية هذا التبرع النادر من شكله, والآسر في مضمونه,, والله من وراء القصد. والسلام على من اتبع الهدى..