إن من نعم الله عز وجل التي امتن بها على عباده تعاقب الليل والنهار كما قال تعالى (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) ومن خلال هذه الآية العظيمة وفي مطلع السنة الميلادية الجديدة 2014 وبداية السنة الهجرية 1435 أشير إلى تنبيهات أرى ضرورة التأكيد عليها من باب النصيحة للمؤمنين.
التنبيه الأول: ضرورة اهتمام المسلم بالتاريخ الهجري
كان العرب قبل مجيء الإسلام يؤرخون السنوات والشهور بالأحداث العظمى عندهم فيقولون مثلا عام الفيل أو عام الغدر إلى غير ذالك إلى أن جاء الدين الحنيف الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فبين عدد الشهور فقال جل من قائل (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم)
وجعل هوية العبد المسلم في تاريخه الهجري ولذلك ربط الله تبارك وتعالى أغلب الأحكام الشرعية من عبادات ومعاملات بالسنة والشهور القمرية وهو ما أشار له العلامة القرطبي في تفسيره للآية المتقدمة بقوله " هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب ، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط ،
بل جعل الله ثلاثة من أركان الإسلام مرتبطة بالتقويم الهجري وهي الصوم والحج والزكاة أما غيرهما من العبادات والمعاملات المرتبطة بالتاريخ الهجري فأكثر من أن تحصى
وكذالك الأحداث الإسلامية كالغزوات والسرايا والبعوث كل ذالك مربوط بالتاريخ الهجري فاعتماد هذه الأمة في تاريخها المجيد إنما يكون على الأهلة كما قال تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) وهي علامات ظاهرة محسوسة منضبطة يمكن من خلالها أن يعرف الشخص دخول الشهر وخروجه.
فكان لزاما على كل مسلم أن يبحث ويهتم بتاريخ وحضارة أمته الإسلامية العريقة. ومن المؤسف أنك تجد بعض المثقفين وقد يكون من المهتمين بالعلوم الشرعيةوهو لا يعرف من الأشهر العربية غير رمضان ،ولا بأس في هذا المقام من سرد تلك الأشهر كما رتبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما نقل عنه ابن حجر في فتح الباري للإفادة محرم ، صفر ، ربيع الأول ، ربيع الثاني ، جمادى الأولى ، جمادى الثانية .رجب ، شعبان ، رمضان ، شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.
التنبيه الثاني: النهي عن تهنئة الكافرين
لم يدع لنا محمد صلى الله عليه وسلم خيرا يقربنا إلى الله عز وجل ويدخلنا الجنة إلا أمرنا به ولا شرا يبعدنا عن الله ويدخلنا النار إلا بينه فأتم الله دينه وجعله أحسن الأديان فقال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
وشرع لنا أعيادا نحتفل بها وهي عيد الفطر والأضحى ويوم الجمعة وأيام التشريق ويوم عرفة بالنسبة للحجاج.
و أمرنا بمخالفة المشركين في أعياهم بل وحتى في هيئتهم فقال خالفوا اليهود وفي رواية خالفوا المشركين. و كان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر مما يصوم من الأيام، ويقول: إنهما يوما عيد المشركين، فأنا أحب أن أخالفهم"
وعليه فإن من واجب النصح للمسلمين وخاصة الشباب المغتربين أن ينتبهوا وأن يحذروا كل الحذر من تقليد المشركين أو مشاركتهم اعيادهم الدينية كعيد الميلاد. بالمشاركة او التهنئة ..,فكل ذلك مما حذر منه العلماء وبينوا ضرره لما تيعنيه تهنئته بالاعياد الدينية او السجود للصليب من تهنئة علي فساد العقيدة
التنبيه الثالث: اعتزاز المسلم بدينه
المؤمن معتز بدينه واستقامته وبموالاته لله ورسوله (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )
أبي الإسلام لا أب لي سواه .. إذا افتخروا بقيس أو تميم
والمؤمن سفير للإسلام بأفعاله قبل أقواله لأن الفعل أبلغ في التأثير من القول ولذلك يقول الحسن البصري رحمه الله "عظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك"
والتأثير بالقدوة هو الذي أدي لدخول كثير من الناس في دين الله عز وجل بسبب ما رأي من الأخلاق الحسنة من بعض المسلمين فهذه فرصة للشباب المسلم وخاصة في الدول الغربية باستشعار المسؤولية الكبرى في إعطاء الصورة المثلى للإسلام والدعوة إليه بالأفعال والأقوال فو الله لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ابن أبي طاللب حين دفع له الراية لفتح خيبر
وفي الختام فإن مسألة الأعياد من المسائل التوقيفية التي لا تجوز الزيادة فيها ولا النقص. والدين تم فماله من زائد..........
وعلى الشباب أن يحذروا من التشبه بالمشركين وأن يعتزوا بدينهم وقيمهم ومن واجب علماء الأمة وحكامها ومثقفيها أن يعودوا بالأمة الإسلامية إلى مجدها واستقلالها وأصولها التي تركها عليها الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه