من شمال دسق مرورا بسهل "الهيه " و"آكواليل" وانتهاء بالباطن تمتد ساحات رعوية شاسعة بمئات الكيلومترات حباها الله هذا العام بأمطار غزيرة أنبتت أعشابا كثيفة تكفي قطعان الماشية هناك حتى فصل الخريف.
الهيه ، حفرت أوروار ، البيناني ، الذنبان ، آمريشات ، أكلال أوواره، اكن اهل بادي ، أنعيميات ، ولول ، مدل ، اقريذيف ، بئر الخام وغيرها ؛ مناطق صحراوية جميلة تمتاز نباتاتها وأعشابها بقوة التركيز، حيث يكفي القليل منها الدابة حتى تصير سمينة وذات لبن كما أنها صحية تقل بها أمراض الحيوانات .
سهول تقطعها تلال و أهلة رملية في لوحة بديعة تجذب السياح وتشد إليها الزائرين الذين يقفون مندهشين من جمال تضاريس هذه الأرض .
يعيش بهذه الأراضي ميئات الرعاة الذين يتعهدون آلاف الرؤوس من الأغنام والإبل ويكابدون من أجل البقاء في تلك المناطق الصحراوية المعطشة.
هؤلاء يجتهدون في تربية ثروة حيوانية هائلة ولا يقف أمامهم من مشكل غير العطش فهم لا يطلبون أعلافا لهذه الحيوانات ولا أدوية إنما الماء وحده هو ما يؤرقهم ويسبب لهم الكثير من المتاعب والخسائر. يعتمدون على آبار عميقة بعشرات الأمتار أغلبها تركة من المستعمر .
هذه الآبار تجلب مياهها بدلاء كبيرة تسحبها الجمال أو الحمير ولولا انتظام هؤلاء الرعاة في مجموعات تتناوب على السقاية لما استطاعوا الصمود يوما واحدا .
وكالة كيفه للأنباء في جولتها قامت في هذه المناطق التقت بالكثير من المنمين وقد أجمعوا على أن السلطات العمومية تتخلى عن هذه المناطق بشكل مطلق مع أنهم يتنازلون لها عن حقوقهم كاملة ولا يطلبون منها غير آبار اروتوازية او ترميم الآبار الموجودة وتزويدها بمضخات تساعد على جلب مياهها بشكل سهل.
ورغم كثافة المراعي هذه السنة بهذه المناطق فإن من الصعب الاستفادة من مراعيها بسبب ندرة المياه .
لو حصلت الإرادة لدى هذه السلطات لحل مشكلة المياه بهذه المناطق الهامة لاستطاعت فعل ذلك في أقل من أسبوع وبتكاليف خفيفة .
هي سلطات لا تعرف سبيلا إلى ترتيب أولوياتها ولم تحظى هذه المناطق الحيوية بنافذين يفرضون توجيه مشاريع أو دعمات إليها وهي متروكة لقدرها .
فمتى ننظم حملة تبرع لحفر آبار بهذه المنطقة التي تحفظ ثروة هائلة توفر أعمالا و أقواتا لآلاف الأسر ولولاها ما وجد أولئك المسؤولون الذين يتفرجون على معاناة الرعاة هنا اللحم الطري على موائدهم في قصورهم الشاهقة.