الغريب أن البعض يسمي انتصار الحلفاء السياسيين بعضهم علي بعض على خلفية الاستحقاقات المزعومة "اتفاقا مباركا من المواطنين"، والأغرب من ذلك أن هذا الاتفاق على حساب حقيقة يراد لها أن تغيب أو تغيب ،بعد أن عُلم بوجودها. لا أحد يمكنه تجاهلها ألا وهي معاناة الموطنين البسطاء والفلاحين الذين عانوا هذه السنة من قلة الأمطار والمنمون من قلة المراعي والمواطنين من انعدام المشاريع الخدمية بالولاية وتحويل وجهة نظرهم وإشغالهم في متاهات السياسة كل هذا بتواطؤ مع السلطات المحلية المسيرة للشأن العام والمنتخبين المنتهية صلاحيتهم التي لم تبدأ أصلا .
المجتمع المدني والمثقفون وأهل الرأي والحكمة عليهم أن لاينسوا أنهم دعاة رسل لنشر الحقيقة وأداة من أدوات الحقيقة وأن "اتفاقهم" على حساب المواطن الضعيف أمر لا يرضاه الضمير ولا المواطنة .
أحياء مظلمة في أطراف المدينة تقطعت بها السبل لا ماء ولا حتي نقاط بيع للمواد الغذائية التي يحتاجونها يوميا بالرغم من ضعف دخلهم أما الخدمة الصحية والتعليمية في هذه الأحياء هي في قاموس النسيان مثلا أحياء طبية "التميشة ميساح، المطار، أدباي، امصيكيله، العنكار ، صونادير ، أهلنت ،المطلح ... احسي البكاي، وتاهميرة ..إلخ" القائمة تطول من سيلتفت بعد ما أنجبته اللجنة المستقلة من نتائج بعد مخاض عسير . عليها هي متروكة للمجهول ....
بعيدا عن السياسة وعن التجاذبات بين الموالين والمعارضين، ثمة فضيا وطنية لا يجب إغفالها وصم الآذن وإدارة الظهر تبعا ل "الهوى" السياسي عنها هي تنفيذ كل المشاريع الخدمية وتوجيهها إلي أصحابها بعدالة وعدم خصوصية وإشراك الجميع فيها كل فيما يعنيه. ومن الأمثلة الشاهدة علي الحال
فمثلا لا الحصر حي المطار لوقوعه على أطراف مطار مدينة كيفه الواقع جنوب المسيلة علي طريق مدينة كنكوصه. يعتبر من أحياء مدينة كيفه التي تأ سست في التسعينات وهو مأهول بغالبية من الفقراء والحرفيين العمال البسطاء الذين هاجروا بأسرهم من الأرياف ومثله الحي الوقع عند مدخل المدينة المجاور للإعدادية رقم 3 بكيفه .
لا توجد بهذا الحيين المنعزلين عن المدينة من المرافق الخدمية غير مدرسة متواضعة، وهي الوضعية المزرية التي دفعت السكان مرارا للاحتجاج على تهميشهم ونسيانهم من طرف السلطات وأخوتهم كثر في هذه المقاطعة .
المواطنين الفقراء من هذه الخدمات التي تعتبر تافهة ومن أبجديات الحياة في أفقر الدول الأخرى.
بالإضافة إلي حرمانها من كل شيء و أصبحت مكبات لقمامات المدينة ومكانا لحرق الـأوساخ التي تنقل إليها من المدينة. أما الجانب الثاني من الكماشة التي تطبق على هذا فهي العطش والظلام حيث تمتنع المصالح المختصة عن القيام بأي توسعة لصالح الأحياء واكتفت فقط بفتح حنفيات عمومية خصوصية تمر عليها أكثرية أيام الأسبوع دون أن تجود بقطرة واحدة، وهو ما أدي إلي لجوء السكان إلي آبار مالحة يقولون أنها أودت بحياة الكثيرين منهم ولكن للضرورة أحكامها.
ترى هل سيلتفت المنتخبون المحليون والجهويون إلي معاناة هؤلاء المساكين أم أنه فقد تبقي الأمور كما في المثل الشعبي "عادت حليمة إلي عادتها ".