قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.صدق الله العظيم
نداء عاجل
الى الشعب الموريتانى:
ظل شعبنا لقرون طويلة احد اكثر الشعوب الإسلامية تسامحا وانفتاحا وقدرة على تجاوز موجات الغلو والتطرف التى كانت تظهر من حين لآخر عبر تاريخنا الطويل. كأمة غنية بتقاليد عريقة في التسامح والتنوع بقينا محصنين وصامدين فى وجه موجات الغلو والتطرف المهاجرة والمستوردة من بيئات غريبة عن ثقافتنا وفهمنا الوسطي لشريعة الاسلام السمحة والتي يتخذها اليوم بعض الأغراب منطلقا لمحاسبة الناس فى الدنيا ومحاكمة ضمائر عباد الله المؤمنين.
تشكل هذه المحاولات اليائسة لتيارات تكفيرية وافدة خطرا متصاعدا على المجتمع الذي نعرفه وتربينا في أحضانه، فى خطوة مقلقة على السلم الاجتماعى وتُنذر بظهور انواع جديدة من العنف والإرهاب واستباحة الدماء وتحريم الاختلاف كلما آنست رأيا يخالف آراءها اليقينية والغير قابلة للطعن أو النقاش.
فمجرد ظهور فتاة موريتانية فاتحة البشرة فى عمل فنى أضحى سببا لإقامة حملة إعلامية هائلة اعتمدت التشهير والتشويه والتهويل وقَلْبَ الحقائق فى نظرة عنصرية للمجتمع والدين فحواها أن الدّين "للبيظان" وليس للّه.
وفي تطور جديد تنصب هذه القوى نفسها رقيبا يتتبع نشاط الموريتانيين على الصفحات الاجتماعية ويجمع من ذلك ما يتوهمه "أدلة إدانة" لترهيبهم ومصادرة آرائهم بوسائل التشهير والتكفير والضغوط العائلية والقبلية دون ان يكلف نفسه حتى عناء مناقشتهم فى الآراء والمقاصد التى يعبرون عنها.
ونحن اذ ننظر الى كل هذه التطورات بقلق بالغ لا يسعنا إلا ان ننبه الرأي العام الوطنى بالخطورة البينة لهذه الموجات الوافدة على ثقافتنا ومجتمعنا كأنماط تفكير إقصائية متحجرة تستخدم التكفير بدل التفكير والحجر بدل النقاش الهادئ المسؤول في سعي للإجهاز على قيم الاختلاف.
وقد نبهنا في مناسبات عدة إلى خطر تطور سلوك هذه القوى ليتحول إلى عنف وإرهابٍ مباشر هدام وهو ما صدقته الايام على الرغم من ان من كانوا وراء هذه المسلكيات كانوا حينها يعملون على شغل الرأى العام بمعارك التكفير والعمالة في حين كانت أيادي فتكهم الآثمة تقتل وتذبح وتفجر في تخوم البلاد الشمالية وغدت تضرب في داخلها في الهجمات الإرهابية في آلاك، ونواكشوط والنعمة. وحتى اليوم لا تزال هذه الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء تعبث قتلا وتدميرا على طول حدود دولتنا مع الجارة الشقيقة مالي.
واليوم نجد انفسنا ملزمين بإعادة تنبيه الرأى العام الوطنى والدولة الموريتانية لخطورة هذه التيارات ودعواتها الهدامة داعين كل الموريتانيين وفى مقدمتهم المثقفين والعلماء والمستنيرين والفاعلين السياسيين والجمعويون من كل الفئات والأجناس والأعمار إلى تضامن وطنى واسع للدفاع عن حقوق الموريتانيين وحرياتهم في وجه قوى الحجر والوصاية التي تعمل على إهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض.
مبادرة الحقوق والحريات
عن المبادرين
الحاج ولد إبراهيم/ هاتف: 32345734
السالك ناجم/ هاتف: 36228789