في العالم الثالث ..
وحتى في العالم الأول ..
كما في العالم الثاني ..
قد يقود وزير عصابه ..
يسرق المال العمومي .. ولا غرابه ..
يتوسط ليبقى قريبا من "بابه" ..
و"بابه" عندنا سيد الغابه ..
مع "بابه" زمرة ملكية مقدسه ..
من أجلها ينهب البسطاء ..
لسواد عيونها أموالنا المكدسه ..
والرئاسة من أجلها ..
والوزارة من أجلها ..
وكذا كل حانوت .. وكل مؤسسه ..
والضرائب والحقائب وعيون النساء ..
وعروبتنا وزنوجتنا والخلساء ..
والأقوياء منا والبؤساء ..
وجيوبنا المفلسه ..
......
إنما في العوالم بعض تقى ..
وفي الثالث منها محض شقاء ..
في العالم الأول والثاني حقوق البقاء ..
وفي الثالث حق الموت وحده ..
على أن يشتري الراحل لحده ..
وأكفان الهالكين من أهله بعده ..
.......
في العالم الأشقى ..
سراق المال العام أحلى وأنقى ..
من يرى في الدرجات يرقى ..
وسارق علبة الكبريت ..
وسارق أعواد الثقاب ..
وسارق خنشة الفحم ..
وسارق قطعة اللحم ..
وسارق النظرة إلى زوجته ..
كل واحد من هؤلاء في السجن يبقى ..
وفي العار يبقى ..
ومنطقي جدا هذا الحكم في مجتمع دولة "بابه" ..
فسارق البنك المركزي الكبير..
وسارق قوت الشعب الوفير ..
ومن يسرقون الحظ العريض المطير ..
كلهم يدعون أشراف العصابه ..
.....
وإنما في البلد عصابتان ..
ومصيبتان ..
إحداهما محمودة مرغوبه ..
كأن تكون أميرا أو وزيرا ..
وإن سقطت تكون مديرا ..
فتنهب أقوات المساكين ..
وتكون شيخ طريقه ..
يؤم بيتك فقهاء السلاطين ..
وهذي عصابة إن ضلت الحقيقه ..
تظل في عالمنا الثالث لبيقه ..
أما العصابة الأخرى ..
فعصابة الهوان .. ولا فخرا