موريتانيا محكومة من العسكر منذ ثلاثين سنة، وتحتفظ كذلك بعلاقة قريبة مع أقوى رجال الأعمال في البلد، زواج السلطة بالمال في موريتانيا يمكن أن يقود إلى النجاح أو نزع النعمة. فالسلطة في موريتانيا يمكن أن تغني رجال الأعمال أو تفقرهم حسب طبيعة علاقتها بهم. وقضية ولد بوعماتو الذي يعد أغنى رجال الأعمال في البلد خير دليل على ذلك. ولد بوعماتو ابن عم الرئيس ولد عبد العزيز والذي وضع علاقاته مع الفرنسيين في خدمته غداة الانقلاب على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عام 2008 ثم دعم حملته للرئاسيات 2009 بسخاء، ثم انتظر أن يحصل على المكافأة دون جدوى.
في عام 2010 اختار الاستقرار في المغرب وإدارة مجموعته من هناك، وذلك قبل تفجر قضية الضرائب واعتقال نائبه في قضية إفلاس شركة موريتانيا إيرويز، لكن أحد المقربين منه يرى الآن أن القضية في طور التسوية.
روابط قبلية وجهوية هي سر العلاقة بين العسكر والأعمال. فعلى الرغم من هذه القضية؛ فإن منتقدين للسلطة يرون أن هناك يدا للرئيس في ثروات راكمها البعض من أقاربه خلال الفترة الأخيرة. من بين هؤلاء افيل ولد اللهاه الذي يقود مجموعة أصبح لها حضورها القوي في كافة مناحي الاقتصاد الموريتاني، وكذلك حمادي ولد بشراي الذي عاد إلى البلاد بعد غربة طويلة وهو معروف بصلته بالرئيس.
لكن القصة لها جذور بعيدة، فعندما حدث انقلاب عام 1978 ظهرت إلى الساحة طبقة جديدة من رجال الأعمال مرتبطة باللجنة العسكرية. لكنه مع انقلاب معاوية ولد الطايع اندمجت السياسة والأعمال حقا، حيث خصخص هذا الأخير عددا من القطاعات استفاد منها رجال أعمال كبار آنذاك.
في موريتانيا ذي الثلاثة ملايين نسمة، تتركز الثروات الكبيرة في أيدي حفنة قليلة من رجال الأعمال من البيضان يحتفظون بعلاقات متشابكة مع العسكريين.
ترجمة "الصحراء"