بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده أوجه هذه الرسالة إلي العلامة الفاضل طال الله بقائه وحفظه ورعاه ومن خلاله إلي رابطة العلماء الأجلاء أوجه هذه الرسالة وأنا انحني تقديرا واحتراما وإجلالا وإكبارا للعلماء ورثة الأنبياء.
تأسيا بالمرأة التي اعترضت علي أمير المؤمنين رضي الله عنه لما أراد تحديد المهر لتيسير الزواج خطب بالناس وأفتي بتحديد المهر بحضور كبار الصحابة ولم يعترض أحدا منهم ,فقامت امرأة وقالت : يا عمر لم تحدد ما لم يحدده الله ألم تسمع قوله تعالي (وإن أتيتم إحداهن قنطارا......) فقال عمر أخطأ عمر وأصابت امرأة
ولذلك أسجل تحفظي ومطالبتي بالاعتذار عن البيان الصادر عن رابطة العلماء والذي يبين وبشكل جلي التحفظ علي تولي المرأة للمسؤولية وإصداره كفتوى دينية , وهذا من الغرابة بمكان ألم تخصص الجمهورية الإسلامية الموريتانية نسبة 20 %من المقاعد البرلمانية والبلدية للنساء ألم تجري انتخابات قبل أسبوعين تضم نساء نائبات ومستشارات وهناك شوط ثاني يضم نساء؟
ألا يعلم الجميع أن بموريتانيا وزيرات ومديرات يعمل معهن علماء ؟
أم أن الأمر يتعلق بكيفة وبكيفة فقط وإذا كان الأمر كذلك آلا يعلم الأحزاب السياسية أن المرأة ناخب بل تشكل نسبة تزيد علي 60 % من الناخبين المسجلين علي اللوائح الانتخابية بكيفة وهذا البيان ضربة قاسية لما حققت نضالات المرأة ويتناقض مع التزامات الدولة الموريتانية كما يشكل حجة قوية لدي المشككين في مكانة المرأة عند بعض المسلمين . والأدهى والأمر التناقض الحاصل بينه و المنهج القرآني في تحرير النساء من قبضة الجاهلية، ومكانتهن حيث كن مشاركات في عصر الرسالة واعيات بهذا الوضع الجديد، فسعين بكل جهودهن لبناء مجتمع جديد يتحقق فيه إسعاد النوع الإنساني ذكرا كان أم أنثى، بتطبيق المبادئ السامية التي جاء الإسلام من أجلها، وانطلقن إلى جانب الرجل في عملية الإصلاح الاجتماعي والسياسي والفكري الذي حملته الدعوة الإسلامية، فأخذ النساء مكانهن الطبيعي وأصبحن جزءا لا يتجزأ من المجتمع وعلى رأس هؤلاء النساء نذكر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها و سمية بنت خياط أول شهيد في الإسلام ومنهن من روت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ الرجال عنها.
وفي بيعة العقبة التي مثلت "الجمعية التأسيسية لإقامة الدولة الإسلامية الأولى" شاركت المرأة الرجال في إبرام التعاقد الدستوري والعقد الاجتماعي بإقامة الدولة" و هذا يدل علي أن النساء في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام ، دخلن كل فروع الحياة : كالطب و المعارك الحربية وسداد الرأي والنصح في المشورة وحتى سلامة التفكير في الحكم: فهذه رفيدة التي اخترها الرسول عند لقائه ببني قريظة ونصب لها خيمة في مسجده تداوي فيها الجرحى وهي التي داوت سعد ابن معاذ في غزوة الخندق وكان الرسول يزور خيمتها في الصباح والمساء .
وهذه أم سلمة مباركة الرأي كما كانت نسيبة بنت كعب المازنية ، مثالا للمرأة المسلمة المجاهدة فقد خرجت مع زوجها ، وولديها في غزوة بدر ، وقد حملت سيفها عندما كان موقف المسلمين حرجا ، ودافعت عن الرسول دفاع الأبطال ، وهي التي قالت (فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله (صل الله عليه وسلم ) فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف ، وارمي عن القوس حتى خلصت الجراح .
أما فما يعني تولية المرأة للشأن العام سأكتفي بإحالة القارئ إلي نموذج من الحكم ورد ذكره في القرآن الكريم عن : ملكة سبأ - وهى امرأة - فأثنى عليها وعلى ولايتها العامة ، لأنها كانت تحكم بالمؤسسة و الشورى (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون .... )
و كذلك الآيات القرآنية الدالة على أن التناصح والتناصر بين الرجال والنساء في العمل العام و سائر ميادين الحياة ذكرها القرآن الكريم تحت فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لقوله تعالي : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) هذا يدل علي المساواة بين الرجل والمرأة كما نصه القرآن الكريم علي ذلك ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ) وقوله( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ )
وفي الحديث الشريف «النساء شقائق الرجال
والتاريخ حافل بتجارب الحكام النسائية مثل:
ست الملك احدي ملكات الفاطميين
اروي بنت احمد بن جعفر الصليحية والتي كانت وراء نشر المذهب الفاطمي في آسيا
شجرة الدر ملكة مصر والشام
الملكة أسماء و التي حكمت صنعاء
وزينب النفزاوية في الأندلس
وعائشة الحرة في الأندلس أيضا
والشريفة الفاطمية والغالية الوهابية الخ ...
كل هذا يدل علي أن الأنظمة الإسلامية حكمتها نساء ولا مجال للتشكيك في ذلك.
أما اليوم يجب أن نعي أننا في دولة من المفترض أنها تمارس شكلا من أشكال الديمقراطية و ينبغي أن نكون مؤهلين اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا لتمكين المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي.
فالديمقراطيّة هي نظام اجتماعي مميز ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية. وهي مشتقة من مصطلح يوناني يعني حكم الشعب لنفسه ومن أهم تجلياتها حماية حقوق الأفراد والأقليات وكذلك تحقيق إرادة جميع المواطنين بعيدا عن التفرقة القبلية والعنصرية و الجنسية .
و باسم فريق المناصرة لقضايا المرأة وباسم منسقية منظمات المجتمع المدني أسجل امتعاضي من سير المرحلة الراهنة وما تميزت به من تراجع في المفاهيم الديمقراطية والسير نحو القبلية والخصوصية .
كما أنبه علي أن للمرأة الحق في الحصول على دعم المجتمع وحمايته الاجتماعية. والتحصل على كل المستويات ولا يتناقض هذا مع وجهة النظر الإسلامية فالرجل والمرأة مسؤولان أمام ألله وأمام القانون .
كما لا يسعني أن أذكركم بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم أوصيكم بالنساء خيرا.