بسم الله الرحمن الرحيم
بـيــــان
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد .. فقد اقتضت سنة التنافس الانتخابي أن يتبارى المرشحون في أساليب التأثير على الناخبين ومحاولة كسب ولائهم ، وربما تجاوز بعضهم ـ سامحه الله ـ الحد وبرر الوسيلة من أجل الوصول إلى الغاية ، وقد طالعنا (حزب الاتحاد من أجل الجمهورية) هذه الأيام بوثيقة مناصرة لمرشحه باسم الجمعية العامة لعلماء وشيوخ لعصابه وهي هيئة غير موجودة على أرض الواقع وحين لم ينجح الحزب في الحصول على توقيعات العلماء لجأ إلى تغيير المصدر فأعاد صياغتها منسوبة إلى رئيس المكتب الجهوي لرابطة العلماء الموريتانيين الذي وقع ـ أيضاـ باسمه الشخصي كما يظهر في التوقيع والختم ، ونحن في إدارة حملة (تواصل) في كيفه
نسجل بعض الملاحظات على هذا البيان:
1- يظهر أن البيان كتب من إدارة حملة حزب الاتحاد وليس من إنشاء الإمام "محمد يسلم ولد أح" وما ينبغي له أن يكون . وذالك لما فيه من ضعف في الأسلوب وعدم تناسق في الأفكار.
2- وظف الكاتب الحديث الصحيح : "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" وتغافل عن كون هذا الحديث محمولا على الولاية العامة التي هي خلافة المسلمين الكبرى ، وإلا لما كان له أن يسكت عن ترشيح حزب السلطة - الذي يدعمه - للنساء في بلديات : لكران ، وعرفات ، وتفرغ زينة ، والسبخة وغيرها ! ثم عن وزيراتِ ومديراتِ ونائباتِ هذا الحزب الذي يواليه !
3- ادعى الكاتب أن عليه – وجمعيته - مسؤولية شرعية خصصها بالشوط الثاني في الانتخابات البلدية معتذرا عن عدم القيام بواجبه الشرعي في الشوط الأول بكثرة المترشحين (!) أفما كانت تلك المسؤولية موجِبةً عليه دعم الصالح بناء على المعايير الشرعية المرعية؟! وهل تبرر كثرة المترشحين السكوت عن الحق ؟! أوَلم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :"الساكت عن الحق شيطان أخرس" ؟!
4- احترامنا لرموز ولايتنا خاصة من عرفوا بالعلم والكرم ونعلن تمسكنا بنهجهم لكن المبدأ : (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون).
5- استنكارنا لتوظيف المؤسسات الدينية في السياسة والزج بها في وحلها ، إذ يجب عليها أن تقف على مسافة واحدة من الجميع .
6- ما ورد في البيان من استلهام تاريخ المدينة في إعزاز أبنائها يبطل الغرض ويناقض القصد منه فالمرشح المحترم - رغم أنه ولد في المدينة وترعرع فيها - إلا أنه فضل عنها العيش الرغيد في العاصمة وفي الخارج منذ عقود ، أما منافسته فهي التي عرفها أهل كيفه بينهم في كل الفترات وتحمل لهم الخير وتواسيهم بمالها وجاهها.
7- شهد كاتب المقال للفقيد الشيخ محمد عبد الله ولد اب – رحمه الله – بالصدع بالحق ومواجهة تسلط الولاة والحكام ، وطالب بالوفاء له ، فهل الوفاء له يكون بالقيام بما شهد له به ، أم بالتزلف للحزب الفاسد ، والتبعية العمياء لمرشحي السلطة ؟! ولقد عُرف عن الفقيد الشيخ محمد عبد الله ولد اب – رحمه الله – حرصه الشديد على عدم الانحياز لطرف من أبناء المدينة ، وكان ربما تعمد السفر خارجها إبان المواسم الانتخابية ؛ لا لغرض إلا تجنباً للوقوع تحت حرج دعم طرف على آخر ، فلم لا يسير الكاتب على نهجه ؛ وفاءً له ؟!
وأخيرا هذه ملاحظات على هذا البيان العنصري ، ولن نقع فيما وقع فيه كاتبه فلسنا معرضين بأحد ولا قاذفيه ولا نفضل عرقا على غيره ، ولا نسبا على آخر بل نعتقد ونعمل وندعو على أساس قول الله تعالى :(يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن لله عليم خبير).
مدير حملة (تواصل) في كيفة
محمد فال ولد عبد الله