تجلت النزعة القبلية في الشوط الأول من الانتخابات بجلاء ، ففي مقاطعة كيفة على سبيل المثال لا الحصر نجد مرشح الحزب الحاكم والوئام وجدا زخمهما الانتخابي الأكبر يتصاعد منحناه في بلدية أغورط ، لقد حصل المرشح الأول على 2532 صوت والثاني على 2017 ، فالتقارب واضح بسبب كثافة ظل الشجرة التي يرتاح إليها كل واحد منهم في هذه البلدية ، وينحدر منحناهما الانتخابي شاكيا في بلدية انواملين بالنسبة للأول 266 صوت وفي بلدية كوروجل 46 صوت بالنسبة للثاني . فعلى هذا المنوال ينحسر الصوت الانتخابي بالنسبة إليهم وينتشر حسب مد وجزر عروق شجرتيهما الوارفة . ولا يسلم مرشح تواصل من الاستفادة من هذه النزعة القبلية ولو بنسبة طفيفة ، إذا لا حظنا فوران شيعته في بلدية انواملين 806 صوت ، إلا أننا قد غفلنا الذكر عمدا عن بلدية كيفة لضبابية سمائها وتقارب الحظوظ فيها . إلا أننا سوف نعطف القول على النائبين ، فهم شخصيات اعتبارية قبل منصبهم الجديد وكل واحد منهم يمثل زعامة تقليدية مشهورة ، فالأولى مشهود لها بالتأثير في المشهد السياسي في الولاية منذ أمد ، والثانية كانت طاقة كامنة متبددة يتقاذفها اللاعبون السياسيون ، وقد حجزت لها الآن موضع قدم بين الكبار .
فهؤلاء ابدوا جرأة غير معتادة يعز نظيرها لدى أمثالهم اليوم من الزعامات التقليدية .
فنحن نرى جرأة وحماسا في الدفاع عن هوى ذويهم والاستماتة في تحقيق أمانيهم ولو كان بمغالبة الحزب الحاكم الذي كانت له الطاعة العمياء في النصرة لدى أمثالهم ، بل اللهف باد منهم لاسقاط خياراته في أماكن لأنها صدمت تطلعات ذويهم ، كما فعل مرشح الحزب الحاكم في بلدية اغورط والوئام في مقاطعة كيفة ، فكأنهما يقرءان الغيب من وراء حجاب رقيق ، فانحازا لجموح جماهيرهم فما خذلوهم وكانوا عند الموعد يوم الاقتراع .
لذا نأمل في هؤلاء حين استفتحوا باب البرلمان بالذود عن حياض ذويهم والتضحية في تلبية مطالبهم ، وإن كانت مقاصد أتباعهم ضيقة تكمن في رفرفة راية القبيلة ، إلا أننا نلتمس لذويهم العذر ونربأ بهؤلاء النواب عن مقاصدهم ، فهم قبل الفوز ملك خاص لذويهم و بعد النجاح ملك مشاع لجميع أبناء وطنهم .
فاليوم في كيفة ثلاث نواب بهذا الاستقراء لا منة لأي جهة عليهم إلا عشيرتهم أو شيعة تواصل بالنسبة لمرشحهم فهم أحرار إذا شاءوا ، فهل يا ترى سيكونون أسيادا في آرائهم وأبطالا في مواقفهم وأوفياء مع أبناء وطنهم؟ ، فإن كانوا كهذا فطوبى لفوزهم !
غالي ولد الصغير 22005898