الانتخابات البرلمانية والبلدية التى كانت متوقعة فى أكتوبر 2011، جرت فى نوفمبر 2013. جرت دون مشاركة منسقية المعارضة الديمقراطية التى اشترطت حدا أدنى من الشفافية والجدية. مع أغلبية مشتتة، ومعارضة محاورة أصبحت تظهر الندم على مشاركتها فى ما تصفه بأنه مسخرة.
لم يجرى أن عقدت انتخابات ولم تعرف نتائجها الرسمية بعد أسبوع من انتهاء الاقتراع. وضعية تحولت فى بعض الأحيان إلى مهزلة، تجد كل اللوائح المترشحة نفسها فيها فائزة بناء على المعلومات التى تتلقاها من المكاتب. حزب يعلن على وسائل الإعلام الرسميه أنه فائز من الشوط ألأول، ليجد نفسه بعد هنيهة مجبرا على اللجوء إلى الشوط الثاني.
ولم نكن لنصل إلى هذه الحالة لو أن القانون كان مطبقا. فهو يلزم بتسليم محاضر التصويت فى كل مكتب لممثلى اللوائح الحاضرين. وعدم احترام هذا الشرط ألقى عليها وحدها عبء إقصاء هذا المترشح أو ذاك. وهذا ما أجل أيضا عملية إعلان النتائج لمدة طويلة. وهي وضعية بررتها اللجنة بالتعدد الكبير فى اللوائح المترشحة. لكن التساؤل الكبير أيضا هو لماذا سكتت أحزاب المعارضة المشاركة عما يجرى، ولما لم تشتك للمجلس الدستوري؟
ولماذا سكت فجأة التحالف الشعبي التقدمي بعد الصخب الكبير والمظاهرات ضد نتائج انواذيبو وازويرات، وطالب مرشحيه بالإصغاء لصوت العقل؟ ولماذا اختار الوئام طريق الحكمة بعدما وصف نتائج المذرذرة وروصو ووادان بالمزورة؟ فهل تصالح الزعيمان مع ولد عبد العزيز؟ أو أنها خافا من أن يقال إنهما وقعا فى الحفرة التى حفراها بأنفسهما؟ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة التى يخوضها النظام بكبار موظفيه وجنرالاته ورجال أعماله فى مختلف مناطق البلاد.
لكن رأس النظام استطاع أن يأخذ مسافة مما يجرى إلى حد ما، تاركا المجال أمام هؤلاء الذين ابتلعوا الطعم أن يحصلوا على تمثيل مشرف فى البرلمان. فالإسلاميون أصبحوا القوى المعارضة الأولى وقد يصلون لمنصب رئيس المجموعة الحضرية، وهو ما سيكون محرجا أمام الشركاء الدوليين الذين يتخوفون من الإسلام السياسي.
في حين أن الإسلاميين يزحفون بثبات على المشهد السياسي ويوشك أن يصبحوا القوة السياسية الأولى فى البلاد خلال الفترة المقبلة، وهي مهمة سهلتها عليهم السلطة عندما أغلقت باب الحوار أمام القوى التقدمية. لكن من حسن الطالع أن تواصل قد فشل فى استغلال غياب المعارضة عن نواكشوط التى تشكل فيها المعارضة دائما الأغلبية.
لم يحب ولد عبد العزيز يوما أحمد ولد حمزة لأنه من التكتل، لكنه يجد اليوم نفسه أمام تحد من نوع جديد، مع ملتح أصبح أخيرا ديمقراطيا. إنه الشتاء المصري يصل إلى هنا.
Le calame N° 908
ترجمة: الصحراء