حقا لم تكن منطقة لعصابة سهلة على المستعمر الفرنسي فقد فوجئ الفرنسيون حينما قدموا إلى منطقة لعصابة بروح الجهاد والإقدام لسكان هذه المنطقة و ذلك حينما اجتازوا منطقة تكانت وهم يظنون بعد ذلك أن نار المقاومة قد انطفأت وأن الأرض أصبحت آمنة للمستعمرين الغزاة عندما رفض البطل المجاهد سيدي ولد الغوث مبايعة القوى الاستعمارية في منطقة "أركيبه" ولعصابة وفي آفل، معلنا بذلك بدء حرب لا نهاية لها ولا استسلام فيها حتى النصر أو الشهادة، تماما كما فعل الشهيد الأمير بكار ولد أسويد أحمد في منطقة تكانت فقد سطر البطل المجاهد سيدي ولد الغوث مع أولئك المجاهدين الشجعان في منطقة لعصابة أركيبه وفي جبال أفل ، العديد من المواقف والمعارك جرح فيها واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال، الذين دفعوا دمائهم وأرواحهم جهادا في سبيل الله، حين رأوا أن وجود المستعمر الفرنسي ذلة ومهانة وطمسا للهوية الإسلامية، لا يمكن قبولها بأي ثمن حتى رغم المجازر الجماعية التي قامت بها القوى الاستعمارية ضد قبائل المنطقة قرب كيفه و في آفل والبيض ،ورغم الحصار والعزلة التي عاشها أولئك المجاهدين الأبطال، ظلت راياتهم شامخة ومدافعهم ساخنة، أمام المخطط الاستعماري وذلك في العديد من المواقع، أبرزها "معارك كيفه"،ومعركة أجاف لعصابة بقيادة البطل المجاهد سيدي ولد الغوث والتي وصفها المستعمر الفرنسي بأنها كانت تتصدي لمخططاته التوسعية، إلى منطقة الحوضين،إضافة إلى معارك أخرى مازالت ذاكرة التاريخ تتحدث عنها . وقد ظل المجاهد البطل سيدي ولد الغوث مع العديد من المجاهدين رحمهم الله من منطقة لعصابة وآفل والحوضين يواجهون المستعمر الفرنسي مرورا بآجار ولد الغوث وعلب اجمل وحتى منطقة أظهر في الحوض الشرقي مع مقاومة أهل عبدوك الشجعان . رحم الله أبطالنا وشهدائنا الذين كتبوا التاريخ بدمائهم وأبوا لنا إلا أن نعيش موحدين شامخين كرماء لا نركع إلا لرب العزة والكمال فجزاهم الله عنا خيرا ووتغمدهم بوافر الرحمة والجنة .