كشف مصدر خاص أن السلطات الموريتانية أصبحت مرتابة وقلقة من تنامي الدعم التركي لبعض المنظمات الخيرية المحسوبة على التيارات الإسلامية المعارضة للنظام وذلك فى أفق الانتخابات البلدية والبرلمانية المقررة فى 23 نوفمبر والتي ظهر من خلال الترشحات أن حزب تواصل الإسلامي سيكون منافسا قويا للحزب الحاكم، الإتحاد من اجل الجمهورية.
وذكر تقر ير سري أعدته السلطات أن تركيا تدخل سنويا أكثر من مليوني دولار (حوالي 600 مليون أوقية) لصالح الجمعيات الخيرية فى موريتانيا غير أن نسبة 85%من المبلغ يتم منحها لمنظمات ذات خلفية سياسية ومرتبطة بالتيارات الإسلامية المعارضة للنظام والمشتركة فى نفس المرجعية (الإخوان المسلمين) مع حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا.
وحسب التقرير الرسمي فان المنظمات الخيرية المستفيدة من المال التركي تقوم بتوظيفه لصالح الدعاية السياسية لحزب "تواصل" فى الأرياف والمدن الداخلية وبعض الأحياء الفقيرة فى نواكشوط بحيث توفر لها خدمات المياه الصالحة للشرب فى الأرياف وبناء المستوصفات وتمويل الأنشطة المدرة للدخل واستغلال ذلك فى كسب ولاء تلك التجمعات لحزبها السياسي المعارض للنظام والذي كان يدعو طيلة العام الماضي الى إسقاط النظام من خلال محاكاة "الثورات" فى بعض البلدان العربية وبدعم تركي.
وتطرق التقرير إلى أن السفارة التركية بنواكشوط ترعى بشكل مباشر نشاط المنظمات الخيرية الموريتانية وتوفر لها فرص التدريب وتحسين الخبرة فى تركيا، كما تعمل بشكل موازي على احتواء وسائل الإعلام الموريتانية من خلال إرسال مجموعات من الصحفيين بشكل منتظم إلى تركيا فى زيارات للترويج لتركيا وغض الطرف عن طبيعة وأهداف نفوذها المتزايد فى موريتانيا.
ونشير الى أن الحكومة الموريتانية كانت قد طلبت من السودان فى شهر يونيو الماضي تغيير سفيره لديها، ياسين عوض إسماعيل، بسبب علاقاته القوية مع الإسلاميين المعارضين للنظام والانغماس في الشأن الداخلي الموريتاني من خلال دعم تيار سياسي بعينه ضد السلطة. واستجابت الخرطوم للطلب الموريتاني تفاديا لطرد نواكشوط لسفيرها وتوتر العلاقات وقامت بتعيين سفير جديد، قريب الله خضر، لها في شهر سبتمبر الماضي.