هل هناك ما تغير سياسيا منذ عام 1992 إلى اليوم؟ كثير من الأشياء تغيرت منذ ذلك التاريخ الذي قاطعت فيه المعارضة الانتخابات التشريعة. آن إذ لم يكن هناك مطلقا أي ضمانة لنزاهة وشفافية الاقتراع تمكن السلطة والمعارضة من المواجهة الانتخابية العادلة فى استحقاقات حرة وشفافة. لم يكن هناك شيء.. لا قانون، ولا إرادة.
واليوم بعد أكثر من عقدين من الزمن يمكن أن نجرؤ على القول إن هناك العديد من القوانين. وهو تغير معتبر. لكن على رأس السلطة عسكري ينتمى إلى الآباء العسكريين للعاشر من يوليو الذي يحكمون ببنادقهم، ويضعون الجميع تحت أحذيتهم الخشنة ويضربون بالأرض كل القيم الديمقراطية. على هذا الجانب لم يتغير شيء: لا يزال البلد فى قبضة شخص واحد يتصرف كما تمليه عليه إرادته الشخصية. وقد آن الأوان لأن يتغير.
أما المعارضة فلا تزال فى مكانها فى نفس الموقف السياسي لعام 1992: المقاطعة. مع نفس الزعماء باستثناء مسعود ولد بلخير زعيم الحراطين المحبوب الذي صار أكثر حكمة بفعل الزمن والتجربة وأشياء أخرى.....، حيث قرر أن ينفصل عن زملائه وأن يشارك فى لعبة السلطة دون أن يكون قد حصل على ضمانات حقيقية. يحتج أحيانا ثم يذعن ويستمر فى مساره مع شركائه الجدد.
وتستمر معارضتنا الضعيفة والمنهكة فى موقفها الصارم من السلطة، من أجل إرغامها على تغيير مواقفها على الرغم من أنها لا يبدو أنها تؤثر فيها أو تثنيها عن مواقفها. هي تنتظر يوم السعادة: يوم أن يتغير النظام بنفس الطريقة المعتادة، ثورة فى القصر تمكن نفس الرجال ونفس النظام من الحفاظ على سلطته وينحي جانبا من كانوا يتولون السلطة فى السابق. مسكينة موريتانيا..
Biladi N° 723
ترجمة الصحراء