تعيش ولاية لعصابة هذه الأيام كغيرها من ولايات الوطن وسط أجواء خريف رعوي ممتع يعكر صفوه صيف سياسي ساخن تشتد فيه وطأة التنافس بين الأحزاب السياسية المحسوبة على الأغلبية تحضيرا للانتخابات المزمع تنظيمها في 23نفمبر ( 6 / 6 ) في وقت تقاطع فيه أحزاب منسقية المعارضة تلك الانتخابات المعدومة المصداقية ، إلا أنه من اللافت للنظر الحضور البارز للمجموعات القبلية ( القاعدة الشعبية للحزب الحاكم ) التي يحتدم الصراع بين الراغبين فى الترشح للمناصب الانتخابية منها ، حيث تدخل هذه المجموعات فى حملات داخلية طاحنة كل طائفة تلعن أختها من أجل كسب القواعد الشعبية ونيل ثقة الحزب الحاكم فى ترشيحهم وسط احتدام المنافسة في شكل يذكر بالحصرة خلال الأيام السيئة من أيام الحزب الجمهوري حيث كان يعمل على تهييج النعارات القبلية تطبيقا لسياسة فرق تسد .
إلا أنه من المؤسف له أن البعض من ذوي الفهم السياسي القاصر قد يتصورون بأن المعارضة مالجأت إلى المقاطعة إلا بعد العجز عن كسب صناديق الاقتراع لذلك أقول لهؤلاء السذج أن المعارضة سبق وأن خنقت النظام الحاكم رغم تباين ميزان القوة المادية في الانتخابات الماضية ، ولو كان الأمر كذلك فلماذا يتهرب النظام الحاكم من اتفاقية داكار ومن المبادرات الرامية إلى حلحلة الأزمة السياسية ولماذا لايقبل بشروط منسقسية المعارضة التي لا تتعدى آليات بسيطة لضمان شفافية الانتخابات ؟
أليس من الأهون على هذا النظام الجبائي وأزلامه أن يوفروا قوت هذا الشعب الذي يبددونه في هذه الظروف لشراء ضمائر الناس بدل توفير العيش الكريم لهؤلاء الأبرياء خاصة بعد أن قطعت المعارضة الديمقراطية الأحبال في أيديهم في خطوة استيراتيجية فاجأت أولائك الأغبياء الذين يراهنون على أن المعارضة ستعود بعد نهاية المطاف مغلوبة على أمرها إلى الاستسلام للأمر الواقع الأمر الذي اعتاده الأميون في السياية من هؤلاء لتكون المفاجئة عكس ما يتوقعون بالمقاطعة الانتخابية تاركة هؤلاء العبثيين يلعبون لوحدهم بعد أن وقف النظام الانقلابي الجاثم على صدور العباد أمام كل المبادرات من أصحاب النوايا الحسنة الغيورين على الوطن من أجل حلحلة الأزمة السياسية التي يتخبط فيها البلد منذ الانقلاب المشؤوم 2008 .
وإلى متى ستظل تلك المجموعات البشرية يعبث بها كأوراق لعب أو كقطعان بهائم تساق لتباع في أسواق النخاسة السياسية من دون جدوى من قبل ساسة يحملون أوجه حديدية بعد أن تعهدوا بهموم من منحوهم ثقتهم ليعودوا إليهم من غير احتشام وهم في بؤس وشقاء ؟
وما الفائدة من انتخابات لاتولد إلا الفقر والبطالة الجهل والعطش والمرض ؟ عاش العسكر... ! عاشت القبلية ... ! ماتت الديمقراطية ... ! تلاشت الدولة ...!