سعيا منها إلى تشكيل منبر للتعاطي وتبادل الافكار والاستماع إلى كافة الآارء وتنوير سكان هذه الولاية في كافة المناحي الفكرية والثقافية والسياسية ، دأبت وكالة كيفه للأنباء إلى ترتيب لقاءات ومقابلات مع الوجوه والفاعلين والمثقفين والاطر بولاية لعصابه للحديث معهم حول الشؤون العامة وهو ما كان هذه المرة مع الأكادمي والمثقف السيد سيدي عبد الله ولد محمدو ولد أحمدو الذي يقود مبادرة الطليعة الجمهورية المؤيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي اجرت معه الوكالة المقابلة التالية :
وكالة كيفه للأنباء : ماهي مبادرة الطليعة و إلام تهدف؟
سيدي عبد الله ولد محمدو : مبادرة الطليعة الجمهورية هي تيار وطني ولد من رحم الإرادة الشعبية الحرة التي تؤمن بالجمهورية و قيمها و تحترم رموزها؟
وقد تأسست ولاء للوطن غداة التغيير البناء الذي حصل في 06 / 08 / 2008 تأييدا للأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي نرى أنه النبراس الذي أضاء للموريتانيين والموريتانيات طريق الأمل الكبير الذي يكرس الكرامة و العزة و نمو ونماء بلدنا الغالي الذي كان يعيش قبل عهده الميمون وضعية حبلى بالمخاطر ليست مقبولة ولا كريمة.
أما هدفها فهو المساعدة الفعالة في المحافظة على الثوابت الوطنية و خلق طبقة سياسية مؤهلة لرفع التحديات و تحقيق الآمال العريضة للشعب الموريتاني العظيم التي يجسدها برنامج الأخ القائد الرمز رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز . كما ترى الطليعة الجمهورية بأن الوحدة المغاربية ضرورة حياة أو موت و ليست خيارا سياسيا في عالم التكتلات في هذا العصر الذي يعتبر المراقبون أن مجموعة أقل من 100 إلى 150 مليون نسمة لا يمكنها ولوج القرن الواحد و العشرون بسلامة.
وكالة كيفه للأنباء : في وقت سابق نشرتم بيانا تلقت وكالة كيفه نسخة منه دعوتم فيه المسؤولين بالحزب والمناضلين إلي التحلي بنكران الذات ورص الصفوف فما تقييمكم لما تحقق في هذا الصدد بعد فرز ترشحات الحزب علي مستوي البلديات ؟
سيدي عبد الله ولد محمدو : صحيح نحن نشرنا بيانا في الآونة الأخيرة كما نشرنا بيانات أخرى قبل ذلك في مناسبات وطنية مختلفة تعلقا بالمصلحة العامة لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول بأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم أو كما قال صلى الله عليه وسلم . و البيان الأخير الذي ذكرتم و الذي نشرته و كالتكم الموقرة مشكورة متعلق بضرورة نكران الذات و الوحدة وراء برنامج الأخ الرئيس من أجل موريتانيا أولا بعيدا عن الانتماءات الضيقة و المرامي الشخصية . إن أجمل شيء في الوجود هو أن يضحي الشخص بنفسه و ينسى ذاته خدمة لصالح الشعب و الوطن. إن أي موريتاني يحمل بطاقة تعريف موريتانية عليه أن يكون تماما كالجندي في جبهة القتال الذي يقدم روحه و يروي بدمه الزكي أديم الأرض من أجل الوطن و الأجيال القادمة إذ لا مجال للأنانية و غياب روح الفريق لأن الوقت وقت إيمان بالنصر و تعزيز وحدة صفوف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يدخل لأول مرة معارك مصيرية عليه أن يثبت فيها أنه الأقرب إلى قلوب الجماهير كما هو حال السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي نال ثقة أغلبية الشعب في رئاسيات 2009 بدون منازع و في الشوط الأول.
أما تقييمنا للأمور بعيد إعلان الترشحات و نشوز البعض ومن بينهم وجوه بارزة كان عليها أن تكون الساعد الأمين للحزب في هذا الظرف و في كل المواقع فإنني أرى أنهم أحرار و علينا أن نحترمهم و لهم حساباتهم و لست مع الذين ينعتونهم بنعوت غير مسؤولة لا تمت بصلة إلى تاريخ العصابة المجيد لان أهلها كلهم بانو ذرى المجد. مع ذلك فإن الحزب أصبح أقوى بخروج الذين عجزوا عن الصبر و المصابرة كما أن معنويات المناضلين و المناضلات بالحزب أصبحت أصلب و أيمانهم بالنصر أكيد و إنني أراهن على نجاح كافة مرشحي الاتحاد من أجل الجمهورية على مستوى بلديات لعصابة علما بأنه لا مجال للاستهزاء بالخصم . و بالمناسبة فإن مبادرة الطليعة الجمهورية لتهنئ كافة الأخوة و الأخوات الذين نالوا ثقة الحزب و تعلن مساندتها القوية لهم و إن النصر حليفهم إن شاء الله.
كالة كيفه للأنباء : ثم دعوتم في نفس البيان إلي تجديد الطبقة السياسية فما تعليقكم وقد تعرفتم علي المترشحين ؟
سيدي عبد الله ولد محمدو : صحيح نحن دعينا في بياننا الذي ذكرتم إلى تجديد الطبقة السياسية و نرى أن الوجوه التي رشحها الحزب لا تتناقض مع هذا المبدأ وهي من خيرة أبناء الولاية هذا من جهة و من جهة أخرى فإن عملية تغيير الطبقة السياسية أشمل من أن تنحصر على المرشحين الكرام . على كل حال كل عمل بشري لا يمكن أن يكون كاملا مائة بالمائة و لا يوجد فيه نقصان، فالكمال لله وحده.
و الأهم أن الحزب له منا التأييد و أطيب التمنيات بحكم تبنيه لبرنامج السيد الرئيس. و أملنا أن تثبت الأيام أنه أهل لتحمل هذه الرسالة. إن ولاية لعصابة بكل تأكيد بحاجة إلى تجديد الطبقة السياسية لأنها تتميز بركود منذ القرن الماضي إلا أننا نرى أن رؤية السيد الرئيس التي يجسدها خطابه السياسي الباعث للأمل في هذا الإطار يؤسس بكل تأكيد لهذا التحول النوعي. فمثلا عندما يقول الرئيس " إن عهد المحسوبية و الرشوة و هيمنة القبائل قد ولى إلى غير رجعة " فهذه ثورة رائدة لتغيير تراكمات الماضي التي كانت من بين الأسباب الرئيسية لتخلف الولاية و البلد.
وكالة كيفه للأنباء : تشهد ولايتكم صحوة قبلية غير مسبوقة فهل ترون تفسيرا لذلك على عكس نشأة المدينة أول مرة حيث التنوع والتعايش ؟
سيدي عبد الله ولد محمدو : فعلا من المؤسف أن القبيلة أخذت بعدا في الآونة الأخيرة بولاية لعصابة يذكرنا بمطلع القرن الماضي رغم الخطاب السياسي الرسمي المتجدد و رغم العولمة وواقع مدينة كيفة الحبيبة التي هي ثاني مدينة في البلد ! أنا لا عقدة لدي من التاريخ القديم للولاية لأن جدي من ناحية الأب و الأم معا هو أمير اركيبة محمد محمود ولد النهاه. ولكني بحكم تكويني أرى أن الذين يرتدون رداء القبلية اليوم هم عجزة غير قادرين على التكيف مع عالم النجاح فيه مرهون بالكفاءة.
إذا سبب الرجوع إلى القبيلة بشكل حاد في الولاية هو أن قوى التخلف تريد أن تسوق إطار القبيلة كبديل عن المؤهلات العلمية و الفكرية و الكفاءة بصورة عامة. هذا من جهة و من جهة أخرى فإن العهد الاستعماري غذى هذا التوجه. فعلى سبيل المثال النقيب الفرنسي مانجو و قع في كيفة " اتفاقية الأمان " مع رموز قبلية يوم 03/10/1907 . و بعد ذلك غذى هذا الخط الرجعي " الاتحاد التقدمي الموريتاني " الذي أسس من طرف رؤساء القبائل في اندر بالسنغال سنة 1947 و الذي كان أحد مؤسسيه أول رئيس للجمهورية الاسلامية الموريتانية. إذا القبيلة كعائق للدولة الوطنية غذاها المستعمر و خلفاؤه. والعاجزون اليوم يريدون بها حماية و بديلا للمنافسة في سوق الكفاءات. إلا أن أملا جديدا لاح في الأفق لتجاوز هذه الفترة منذ العهد الميمون للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وكالة كيفه للانباء : ما ذا تقولون في منتخبي ولاية لعصابة وهل رد إليها أبناؤها من المثقفين الجميل ؟
سيدي عبد الله ولد محمدو: سؤالكم الموجه إلينا بخصوص منتخبي لعصابه المنتهية مأموريتهم يجب توجيهه للمواطنين و المواطنات بلعصابه. إن أخلاقنا تحرم علينا التجريح بالأشخاص ولو كان ذلك مبررا كما أننا بطبيعة الحال لا نمجد الناس اللهم إذا كان الواجب الوطني يتطلب العرفان بالجميل لشخصية وطنية آمنت بالجمهورية الاسلامية الموريتانية و خدمت شعبنا العزيز بكل إخلاص و تفاني.
وكالة كيفه للأنباء : كيف تنظرون إلى الساحة السياسية بولاية لعصابه هذه الأيام في ضوء الانقسامات الحاصلة بين أقطاب الحزب الحاكم ؟
سيدي عبد الله ولد محمدو : الساحة السياسية في ولاية لعصابة في ضوء الانقسامات الحاصلة بين أقطاب الحزب الحاكم كما سميتموه هي حالة غير مرغوب فيها و لابد من تجاوزها لكي لا يقول التاريخ إن لعصابة أرض بدون جمهوريين يؤمنون بالدولة و مصير الأجيال القادمة.
أنا ولدت في فضاء حر خاص بعيدا عن التبعية للأشخاص أو الجماعات الضيقة إطلاقا. أتذكر عندما كنت طفلا صغيرا بالمدرسة الابتدائية أن جاء وكيل ضرائب بكيفة و سأل أمي ماهي القبيلة التي تنتمون إليها فأجابته فقال لها إذا شيخكم هو فلان فقالت له لا و يمكنك أن تذهب إليه لتسأله. فقال لها إذن من هو شيخكم قالت له الله وحده و بعد ذلك شخص سماه الشعب والعالم رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية. هذا هو الفضاء الحر الذي تربيت فيه. إذا هذه الانقسامات الحالية هي و لاء لشخص معين أو أشخاص همهم هو تضخيم الذات و ديمومة شعبية مزيفة من المشكوك فيه أن ينفع صاحبها البلاد أو العباد.
إن نهضة الجمهورية الاسلامية الموريتانية يجب أن ترتكز على فكر بناء و خلاق يحترم الإنسان و يقوي فيه روح الولاء للوطن أولا وذكران الذات ليعطي قبل أن يأخذ.
إننا بحاجة إلى دولة عصرية متحدة ، ديمقراطية و مزدهرة في ظل مغرب عربي موحد له دبلوماسيية موحدة و دفاع مشترك في عالم يبقى فيه تنفيذ المشاريع الكبرى مرهونا بالكيانات القوية و لسنا بحاجة إلى دولة كرتونية تعتمد على كيانات بدائية مزيفة تسبح ضد التيار و لا يمكن لأياديها المرتعشة أن تقوى على البناء.
وكالة كيفه للأنباء : حسب رأيكم هل تعتقدون أن الرئيس الحالي ولد عبد العزيز سيترشح في الانتخابات وهل ستستمرون في دعمه؟
سيدي عبد الله ولد محمدو : هذا السؤال المتعلق بموضوع ترشيح السيد رئيس الجمهورية لمأمورية ثانية له شقان واحد أجهله تماما لأني لا أعرف أي شيء عن أجندا رئيس الجمهورية. أنا من الأطر السباقون لتأييد سيادته و لم يكن لي حتى الآن شرف الالتقاء بفخامته أحرى بأن أعرف نواياه المستقبلية.
لكن بالنسبة للشق الآخر من هذا السؤال فأقول لكم و للتاريخ بأنه إذا كان الله يريد خيرا لهذا البلد فسيولي أمر هذه الدولة الموريتانية لقائد شجاع يعرف ما يريد ، قدير ينتزع الانتصارات متى وكيف شاء، قد استولى على قلوب الناس و قارا و آمن بالوطن و الشعب اسمه فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية ، القائد الرمز محمد ولد عبد العزيز . و كلي يقين بأن سيادته سيدخل التاريخ من بابه الواسع.
أجرى الحوار الشيخ ولد احمد