كيفه: ATTM تثير سخط السكان

في شهر سبتمبر 2009 ، أعطى الوزير الأول بمدينة كيفه إشارة بدء أعمال بناء مقطع طريق الأمل كيفه – الطينطان ، ونظرا للصخب الكبير والهالة الإعلامية التي صاحبت الحدث ظن الجميع أن هذا الطريق لن يأخذ بناءه أكثر من بضعة أشهر . والآن تمضي سنتان ونيف وهذا الطريق لا يزال في البداية.

فباستثناء شيء من الأعمال الاستعراضية التي قيم بها دقائق أمام الوزير في ذلك اليوم ، فإن الشركة لم تحرك ساكنا قبل الصيف الماضي عندما بدأت بمعالجة بعض الصالات وإلى اليوم لم تنجز هذه الشركة من هذا المقطع الطويل سوى 15 كلم وتقشير بعض أجزاء الطريق الأصلي ، الشيء الذي أنجر عنه تدمير الكثير من الأشجار على جنبات الطريق وشق طرق رملية بديلة أعيت أصحاب السيارات وألحقت بها الكثير من الأعطاب كما تسببت في الكثير من الحوادث و أغرقت الأحياء القريبة من الطريق بسحب الغبار مما اضطر بعض الأسر إلى النزوح عن منازلهم .

لقد كانت الأعمال بهذا الطريق بطيئة ومترهلة وهو ما يثير مخاوف المراقبين من أن يعطي ذلك الوضع نتائج غير جيدة و قد صرح أحد المسؤولين بالشركة لوكالة كيفه للأنباء أنهم لم يستطيعوا فعل شيء بسبب تواضع الإمكانات و ضعف الآليات المستخدمة في العمل و انشغالهم في طرق انواكشوط .هذا ويجدر بالذكر أن اكتتاب العمال بهذا المشروع افتقد كل المعايير الموضوعية وسار بطرق الوساطة والزبونية مما حرم الكثيرين من فرص العمل ممن لا ينتدبون شخصية نافذة محليا أو وطنيا ، زد على ذلك أن الذين حظوا بإيجاد عمل بهذا المشروع يتلقون رواتب زهيدة من شركات وسيطة تأخذ على عرقهم مبالغ كبيرة مع أنهم يعملون في أوضاع صعبة وقاسية للغاية وليست لهم ضمانات اجتماعية أو حقوقا مهنية عدا ذلك الراتب التافه !!

لقد تمنى أحد الناقلين ساخرا أن تعيد هذه الشركة العاحزة الطريق إلى سابق عهده وأن ترحل بغبارها وضوضائها !

هذا وتفيد بعض الإنباء أن ATTM بصدد التنازل عن العمل بهذا الطريق لصالح شركة أخرى مملوكة لأحد مقربي النظام فهل سيسهم ذلك في تقدم هذا الطريق أم أن المشروع في أصله هو مسالة للإستهلاك السياسي لم تتوفر بعد الوسائل لإنجازه كطريق كنكوصه - كيفه والغايره- باركيول ؟