يواجه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مشاكل مستعصية للغاية في اخيتيار مرشحيه على مستوى مقاطعة كيفه ولعصابه بشكل عام.
فقبل شهرين قضت بعثة وزارية يرأسها يحي ولد حدمبن أسبوعا كاملا وهي ترابط بفندق " ولد كيه" تستقبل المجموعات القبلية للمحاورة قصد التوصل إلى لوائح توافقية وقد أعياها ذلك في أي من البلديات ؛ و اضطرت في نهاية مهمتها أن تأخذ كافة المقترحات التي هي في مجملها قبلية وتحملها في إلى انواكشوط لعرضها هناك على الدوائر العليا في الحزب والدولة.
ويبدو أن الحل أيضا لم يحصل ولم يتم البت في هذه اللوائح المحسوبة بالعشرات ، ثم دفع الحزب ببعثة أخرى يقودها الإطار محمد الامين ولد بنان وغيرت هذه المرة مكان إقامتها وأناخت بفندق البلدية ، لكنها لم تغير أسلوبها فبدأت منذ يومين في استقبال المجموعات والقبائل المنضوية في حزب " الاتحاد" وعند كل اجتماع يطلق الوفد نصائح للحضور ويطالب بالتوافق والتضحية والالتزام الحزبي ويخلي سبيل هذه المجموعة و ينادي للمجموعة التالية وهكذا.
كل مجموعة تخاطب الحزب بأنها الأكثرية والقوة الضاربة للحزب بالمقاطعة ولكي يحقق الانتصار يجب عليه أن يختار االمرشحين من صفوفها .
وعندما اكتشفت البعثة عدم نجاعة هذا الأسلوب في الوصول إلى حل تقدمت قليلا واقترحت في شأن البلديات أن تتفق أطراف الحزب على لوائح المستشارين وتترك الرؤوس هي الأخيرة ولكن الخلاف ظل يحتدم على هذا الحل أيضا، وهو الذي ازداد معه اليأس والتخبط مما نتج عنه أول انسحاب من الحزب ، حيث أعلنت مجموعة ولد آكوشاط ببلدية كورجل خروجها من " حزب الدولة "
هناك من أقطاب الحزب من يريد الاحتكام للديمقراطية الداخلية والانطلاق من نتائج الانتساب ، غير أن أطرافا أخرى تعترض على ذلك وتعتبر ذلك الانتساب مزورا ولا يمكن الاعتماد عليه. إذن نقترب مهملة إيداع اللوائح على الانتهاء دون أن يستطيع هذا الحزب بمقاطعة كيفه التقدم خطوة واحدة ويعيش جوا من التشرذم والانقسام لم يشهده سلفه الحزب الجمهوري في عهد معاوية. وهو ما حمل بعض المتهكمين على القول بأن الحزب قد لا يشارك في الانتخابات القادمة !
عندما تنعدم الرؤية السياسية والمشروع الاجتماعي لأي حزب وعندما يغيب الإيمان بقضية أو مبدأ وتسيطر العواطف وتغلب الاعتبارات الضيقة والمصالح الخاصة و ترقى التضامنات القبلية على الاهتمامات الوطنية فإن أبسط ما يتوقعه المرء هو الوقوع في المآزق والسير عبر الطرق المسدودة.